صدرت الأغنية الجديدة لمجموعة تنالت بمعية الفنانة امال بن عالية يوم سبعة وعشرين ابريل الفين وثلاثة وعشرون. مجسدة رؤية جديدة للبحث الفني لمجموعة تنالت.
هذه المجموعة التي بدأت مشوارها بالاغنية الثائرة مرورا بالاغنية الملتزمة ثم الاغنية التربوية الخاصة بالطفل وصولا الى الاغنية الاجتماعية او السوسيولوجية. بعد إصدار المجموعة لثلاث ألبومات غنائية والكثير من الأغاني المنفردة و المسجلة على طريقة الفيديو كليب، تأتي هذه الاغنية الجميلة جدا والتي تجمع بين النص والصورة والصوت والموسيقى والفضاء المفتوح على واحة قلعة مكونة. هذه الواحة المعروفة بالورود ورحيق الزهور. بدءا بالعتبات، عنوان الأغنية أموتل amuttl يحيلنا هذا المصطلح العميق الدلالة والوازن بحمولته الثقافية، إذ يستعصي علينا ترجمته بكلمة العهد او لعنة السماء. فكلمة أموتل بالجنوب الشرقي المغربي يقابله كلمة تكات tagat ” بسوس الكبير. هي كلمة لها اكثر من دلالة واحدة. وهنا في الاغنية لها معنيين الاول العهد او الاتفاق والثاني لعنة السماء أي الذي لا يلتزم بكلمته للمحب لابد وان يخضع لقانون عقاب السماء.
القصيدة من كتابة المبدع إدر تنالت idr tanalt وتلحينها كذلك. بينما العزف والموسيقى فيتشارك فيه اعضاء
المجموعة موحا الحسني على آلة القيثارة ومحمد مشكوري على الباص بينما محمد سكوري على الباتري والتسجيل تم في استوديو اسماعيل ساكوني M. Prod بينما التصوير والمونتاج كان من لمسات المبدع عبد الكريم مزكمات.
عموما هي اغنية فيها انتقال الفنان من انتقاد السياسة العمومية الممنهجة الثقافية منها والسياسية الى اغنية ذات طابع سوسيولوجي تطرح موضوعا ذو اهمية بالغة في واحاتنا الا وهو موضوع العشق الممنوع او موضوع الزواج المرتب له سالفا les mariages arrangés هذه الظاهرة السوسيولوجية التي انتشرت سابقا بواحاتنا بأسامر حيث يتم تزويج الفتيات للاقارب فقط
للحفاظ على ارث العائلة اي هيمنة سلطة العائلة الصغيرة والكبيرة على الحريات الفردية للشباب وعلى حريتهم في اتخاذ قراراتهم المصيرية في حيواتهم.
نفس الظاهرة كانت ولا تزال سائدة في صفوف بعض المهاجرين المغاربة اذ يتم اختيار زوج البنت وفق معايير ومقاييس بعيدة كل البعد عن رغبتها واحاسيسها. هذه الظاهرة عبر عنها الفنان إدر تنالت بقصيدته وبصوته الشجي بمعية الفنانة المبدعة امال بن عالية التي أضافت لمسة جميلة للاغنية وموضوعها الجاد ويحسب لهذه الفنانة المبدعة الغير ناطقة بالأمازيغية مجهوداتها الجبارة في حفظ وغناء هذه الاغنية بإحساس، وهذه التجربة تؤكد من جديد انفتاح الأغنية الأمازيغية على كل الفروع اللغوية بالمغرب المتعدد الواحد، وهذا يزكي قيمة التعايش و التسامح التي يتميز بها المغاربة قاطبة منذ القدم.
اغنية تتحدث وتحاول تصحيح سلوكات مقيتة مجتمعية. وفيها ظلم للحياة وللحرية وللحب. فجل العلاقات التي بنيت على هذا النوع من الزواج المرتب له سالفا دون رغبة الطرفين لا يمكن الا ان يؤدي الى انتشار الكراهية. وفعلا هذا هو الواقع الذي ينتج عنه بناء اسر وعائلات مصغرة ينتهي مسارها بعد بضعة اشهر من الالتحام،
الجميل في هذا الفيديو كذلك هو علاقة التقابلات الحاصلة بين الكلمات والصور. فالنص يتحدث عن واقع مرير بينما الفيديو يحيل على طبيعة خلابة رائعة لواحة مكونة واحة سحرت الفنانين والسائحين عبر بقاع العالم، اختيار التلة التي تتوسط وادين كمكان للتصوير فيه الكثير من الايحاءات من أبرزها رسالة الفنان سامية، والتلة تشبه ركح المسرح، وكذالك لفت انتباه الجمهور العريض إلى جمالية وسحر طبيعة نواحي قلعة مكونة فالكثير لا يعرف في هذه المدينة الا المركز، فنواحي مكونة جميل جدا بوديانها وحقولها وعبق ورودها.
كذلك تم تأثيت الفيديو بلباس وتصاميم جد مميزة تعكس الأصالة والمعاصرة والتناوب الصوتي للفن والغناء بين الفنان إدرتنالت والفنانة امال بن عالية كان له وقع كبير واضافة نوعية لجمالية هاد المنتج الفني عموما
اعضاء المجموعة ابانوا عن احترافيتهم في العزف والتصوير والتكامل واصبحوا بهذا المنجز الفني يمثلون جهة درعة تافيلالت وطنيا ودوليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل راق وفيه الكثير من الجمالية والابداع. وللإشارة فقصة هذه الاغنية تصلح أن تحول إلى سيناريو لفيلم جديد.
فواصلوا اذا وتأكدوا انكم على المسار الصحيح الذي يستند الى الكلمة الحلوة والنوطة الجميلة وابداعكم اضحى عالميا بدون مجاملة.
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)