مساكني غيزلان
تحت شعار “السينما والقضايا الإنسانية”، انطلقت مساء الخميس 09 ماي 2025، فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للسينما والصحراء، بمدينة آسا الزاك، بجهة كلميم وادنون، والذي تحل عليه السينما الفلسطينية، ضيف شرف. هذا الحدث، الذي سيستمر إلى غاية 12 ماي 2025، بمشاركة، إثنين وعشرين فيلما قصيرا، و أربعة أفلام وثائقية، من المغرب، مصر، تونس، العراق، الإمارات، وسوريا.

المهرجان يحظى بدعم من المجلس الإقليمي، لأسا-الزاك، والمركز السينمائي المغربي، وعمالة الإقليم، وجماعة آسا، وجهة كلميم-وادنون، بشراكة مثمرة، مع المديرية الجهوية للثقافة والتواصل، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
حفل الافتتاح حضره السيد عامل إقليم آسا الزاك، يوسف خير، ورئيس المجلس الإقليمي، رشيد التامك، إلى جانب رؤساء المصالح الخارجية، ومنتخبين، ومديري القطاعات الحكومية، ورجال السلطة المحلية، وفعاليات المجتمع المدني، والحقوقي بالمدينة. كما تألق الحفل، بحضور نخبة من نجوم الفن والثقافة المغربية، وجمهور شغوف بالفن السابع، تفاعل بحماس، مع فعاليات الافتتاح.
هذه الدورة الجديدة، التي ترسخ مكانة المهرجان، كموعد سنوي لا غنى عنه، في الأجندة الثقافية للمنطقة، تؤكد بقوة على الدور المؤثر للسينما، في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية، الأكثر إلحاحاً، والتعبير عن آمال وهموم المجتمع.
ويعد المهرجان فضاءاً خصباً، للحوار الخلاق، وتبادل الرؤى، بين صناع الأفلام والجمهور، كما يمثل منصة فريدة لاستكشاف التنوع الثري، للإنتاجات السينمائية القادمة، من المغرب، وخارجه.

وقد عرف حفل الافتتاح، لحظات مؤثرة، بتكريم ثلاث شخصيات بارزة، تركت بصمات لا تمحى في عالم الفن والإعلام: الفنانة اللبنانية القديرة أميمة الخليل، والنجمة المغربية المحبوبة المعروفة باسم راوية “فاطمة هراندي”، والإعلامية المتميزة والمخرجة والسيناريست المتألقة، بقناة العيون الجهوية، فاطمة الزهراء موهيم، وذلك تقديراً لإسهاماتهم القيمة، والمتميزة، في مجالات الفن، والتمثيل، والإعلام.

وفي كلمته الافتتاحية المؤثرة، عبر السيد الحسين أنشاد، عن سعادته وفخره العميق، بإعلان انطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للسينما والصحراء، بآسا الزاك، واصفاً إياها بلحظة تتجدد فيها الآمال وتلتقي فيها الأحلام، وتتعانق فيها الثقافة والفن، على أرض هذه البقعة العزيزة من الوطن.

وأكد على إيمان المهرجان الراسخ، بالقوة الملهمة للسينما، وقدرتها الفريدة، على تسليط الضوء على نبض الإنسانية، وهمومها وتطلعاتها، مشيراً إلى أن الشاشة الفضية، ليست مجرد نافذة على العالم، بل هي مرآة تعكس ذواتنا، وتحفزنا على التفكير، وتدفعنا نحو التغيير الإيجابي.

كما أشار السيد أنشاد، إلى أن المهرجان، قد قطع أشواطاً كبيرة، ليصبح محطة سنوية راسخة، في المشهد الثقافي، ليس فقط لإقليم آسا الزاك، بل للمغرب قاطبة، مبرزا أن هذا النجاح، ما كان ليتحقق لولا الدعم السخي والمتواصل من الشركاء الكرام، والجهود المخلصة للجنة التنظيمية، والشغف الكبير للجمهور الوفي، الذي يمنحهم الدافع، والتشجيع للمضي قدماً.

وكشف عن البرنامج الغني والمتنوع لهذه الدورة، الذي يضم نخبة من الأفلام الوطنية، والدولية، المتنافسة على جوائز المهرجان، والتي تعكس رؤى سينمائية، مختلفة وغنية. ودعا الجميع إلى المشاركة الفاعلة، في الندوات الفكرية، والورشات التكوينية، التي يسعى المهرجان، من خلالها إلى خلق فضاء للحوار، وتبادل الخبرات، وصقل مواهب الشباب الطموح.

واختتم كلمته، بدعوة الضيوف لاكتشاف جمال وسحر آسا الزاك، والتفاعل مع روحها المضيافة، مشيراً أن المهرجان، ليس مجرد احتفاء بالسينما، بل هو أيضاً احتفاء بالإنسان، وبالتنوع الثقافي، وبالقيم النبيلة، التي تجمعنا.

بعد ذلك، تم تقديم لجنتي التحكيم اللتين ستتوليان مهمة تقييم الأفلام المتنافسة. حيث ترأس لجنة تحكيم الأفلام الدولية القصيرة، المنتج والمخرج السينمائي نورالدين لخماري، الفنانة والمخرجة ابنة مدينة آسا، وخريجة المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط، علية طوير، الناقد السينمائي الشرقي عامر، المخرج والكاتب السينمائي الإماراتي عبدالله الجنيبي، والمخرج والمنتج مولاي الطيب بوحنانة.

أما لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، فيترأسها المنتج والمخرج الذي يحمل هموم قضايا مجتمعه، محمد فاضل الجماني، ويشاركه فيها المخرج الفلسطيني، الذي ينقل لنا حكايات من أرض الصمود، محمد خميس، والفنانة الأمازيغية، التي تحمل في صوتها تاريخاً، وهوية، نورة الولتيتي.

وقد تم اختيار أعضاء اللجنتين، بعناية فائقة، بناءً على خبراتهم العميقة، ورؤيتهم الثاقبة، ومسيرتهم المهنية المتميزة، في عالم السينما والنقد، حيث تم استقطاب نخبة من القامات الفنية، والفكرية، التي تمثل مدارس سينمائية متنوعة، وثقافات مختلفة، لإضفاء رؤية شاملة، ومتوازنة، على عملية التحكيم.

وخلال حفل الافتتاح، أُلقيت كلمات سلطت الضوء، على الدور المحوري، الذي يلعبه المهرجان، في إثراء المشهد الثقافي، والفني لإقليم آسا الزاك، ومساهمته الفعالة، في إشعاع المنطقة، وإبراز كنوزها الطبيعية، والثقافية. كما تم الإشادة بالدعم اللامحدود، الذي تقدمه مختلف الجهات الرسمية، والشركاء، لإنجاح هذا الحدث الفني المتميز.

ويزخر برنامج الدورة الحالية، بباقة متنوعة من العروض السينمائية، الوطنية، والدولية، التي تتنافس على جوائز المهرجان المرموقة، وهي: جائزة المسابقة الدولية، والجائزة الكبرى قصر أسا، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإخراج، وجائزة أحسن ممثل، وممثلة.
إن المهرجان الدولي للسينما والصحراء، بآسا الزاك، يشكل محطة ثقافية بارزة، تساهم بفعالية في تنشيط الحراك الفني في المنطقة، وتعزيز قيم التسامح، والانفتاح، من خلال لغة السينما العالمية، كما يتيح للزوار، والضيوف فرصة استثنائية، للتعرف عن كثب على الثقافة الحسانية الأصيلة، وكرم الضيافة الذي يميز الصحراء المغربية.
مقال غني؛
شكرا لكم على التنوير.