
أصبحت أخبار ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال من المواضيع البارزة في الصفحات الأولى والأخبار المستعجلة التي تسير على وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة حتى أنها أصبحت شغل الشاغل للمواطن في حياته اليومية من خلال أحادثه مع الأصدقاء في العمل وفي المقهى وغيره حتى أصبح البعض مهووسا بتلك الأخبار الترجيدية التي يعجز العقل عن تصديقها خاصة عندما يتعلق الأمر باغتصاب طفلة لايتعدى عمرها خمس سنوات، حتى القوانين لا تستطيع ردعها رغم مناداة العديد من الجمعيات والهيئات الحقوقية بوضع قوانين زجرية لمرتكبي تلك الجرائم البشعة.
فالمواطن يستيقظ وبشكل مستمر على حالات اغتصاب وتحرش جنسي في مختلف المناطق المغربية بدون استثناء، ويكون مرتكبي هذا الجرم الأخلاقي من مختلف الأعمار والمستويات العمرية مثلا أستاذ يتحرش بتلمذاته، رجل ستني يغتصب طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها، أحد المقاولين يتحرش بتلميذات الاعدادي وغير ذلك.
وأمام هذا الوضع، وأمام هواجس هذه الظاهرة التي سيطرت على مخيلة المواطنين والآباء الذين أصبحوا ملزمون بمرافقة أبناءهم إلى المدرسة ذهبا وإيابا لضمان سلامة أبناءهم من أن تطلهم الأيادي السريرة الخبيثة وبهذا السلوك يتأكد بالملموس غياب الأمن الاجتماعي الذي يفتقده المجتمع الذي يعاني أزمة خلقية ودينية في الآونة الأخيرة وحتى الأسر التي يتعرض أطفالها للانتهاكات لاتبلغ عن تلك الحالات بإعتبار ذلك مرتبط بالشرف والعار.
وفي الأخير يتم تبرير أفعال مرتكب هذه الجريمة في حق الطفل والطفولة عامة بأنه غير سوي ويتعاطى للمهلوسات أو يعاني من حالة نفسية غير مستقرة أو أنه إرتكب ذلك من خلال أسبابه النفسية والاجتماعية المحيطة به.
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)