
بدأ اللوبي المسيطر على سوق استيراد الأغنام والأبقار في الانسحاب التدريجي من سباق الاستيراد، وذلك عقب القرار الملكي الذي دعا إلى عدم إقامة شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى المبارك. ونتيجة لذلك، تستعد الحكومة للإعلان عن إلغاء دعم 500 درهم لكل رأس مستورد، بعدما ثبت عدم فاعليته في خفض أسعار الأضاحي سابقًا.
ووفقًا لما نشرته يومية “الصباح” في عددها الصادر يوم الخميس 6 مارس 2025، فإن شخصيات بارزة في السياسة والبرلمان، سبق أن استفادت من الدعم الحكومي، عدلت عن التوجه إلى الأسواق الأوروبية وأمريكا اللاتينية لاستيراد الأغنام، لا سيما بعد الانخفاض الملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء محليًا، كنتيجة مباشرة للقرار الملكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المستوردين المغاربة المحتكرين للسوق يواجهون الآن معادلة صعبة، حيث ارتفعت الأسعار في الأسواق الأوروبية، بينما شهدت الأسواق المغربية انخفاضًا في سعر الكيلوغرام من اللحوم الحمراء، مما دفعهم إلى التراجع نظرًا لتقلص هامش الأرباح.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من أحمد البواري، وزير الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري والمياه والغابات، أن الحكومة قد تلجأ خلال الأشهر المقبلة إلى إلغاء الدعم البالغ 500 درهم لكل رأس مستورد. كما أشار إلى أن فوزي لقجع، الوزير المكلف بالميزانية، أكد في البرلمان أن تجربة دعم استيراد الأغنام خلال عيد الأضحى الماضي لم تحقق النتائج المرجوة، حيث لم يسهم هذا الإجراء في خفض الأسعار التي ظلت مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة.
وأبرزت “الصباح” أن الأرباح التي تحققها اللوبيات المسيطرة على القطاع الفلاحي تزداد في أوقات الأزمات، مستفيدة من التسهيلات الحكومية بدلاً من فرض رقابة صارمة عليها. وأوضحت أن وزارة الفلاحة، خلال فترة الوزير السابق، امتنعت عن نشر قائمة المستوردين الذين يحتكرون سوق الأغنام والأبقار، إلى جانب استيراد اللحوم المجمدة. كما واصلت الوزارة، للعام الثاني على التوالي، منح امتيازات جديدة لكبار المستوردين لاستيراد رؤوس الأغنام والأبقار لتغطية العجز في السوق الوطنية، بنفس النهج الذي اتبعته في عيد الأضحى السابق، حيث خصصت دعماً بقيمة 500 درهم لكل رأس مستورد.
وأفادت الصحيفة بأنه تم استيراد 300 ألف رأس، مما كلف خزينة الدولة مبالغ مالية ضخمة استفادت منها اللوبيات، وعلى رأسها كبار المستوردين، بمن فيهم برلمانيون استغلوا الفرصة للتحول إلى “كسابة” ومربي ماشية دون أي رقابة مسبقة. كما أشارت إلى أن إعفاء المواشي والأبقار المستوردة من الضريبة على القيمة المضافة، إلى جانب الدعم المالي المقدم، يثير تساؤلات حول أسعار بيع الأغنام المستوردة مقارنة بالقطيع المحلي.
وفي سياق متصل، سجلت أسعار اللحوم الحمراء في سوق “البلدية” بالدار البيضاء، كما في العديد من الأسواق المغربية الأخرى، انخفاضًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، وذلك بعد دعوة الملك محمد السادس إلى عدم ذبح الأضاحي هذا العام، نظرًا لتراجع القطيع الوطني بسبب الجفاف المتكرر.
وانخفضت أسعار لحوم الغنم من 140 درهمًا للكيلوغرام إلى ما بين 75 و80 درهمًا، في حين تراجعت أسعار لحوم البقر من 120 درهمًا إلى ما بين 80 و90 درهمًا للكيلوغرام.