
أقرت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بتراجع أعداد القطيع الوطني بنسبة 38% مقارنة بإحصائيات عام 2016، وهو ما دفع الاتحاد المغربي لجمعيات حماية المستهلكين إلى المطالبة بإلغاء شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى المقبل.
وأكد وزير الفلاحة، أحمد البواري، أن هذا الانخفاض الحاد يعود إلى توالي سنوات الجفاف للعام السابع على التوالي، ما أدى إلى تراجع إنتاج اللحوم، حيث انخفض عدد الذبائح من 230 ألف رأس إلى 140 ألفًا.
وفي هذا السياق، شدد رئيس الاتحاد المغربي لحماية المستهلكين، محمد كيماوي، على ضرورة إلغاء الأضحية هذا العام، بهدف حماية القطيع الوطني وتخفيف الأعباء المالية عن الأسر المتضررة من الغلاء. كما انتقد الدعم الحكومي لاستيراد الأضاحي، معتبرًا أنه لم يحقق أي أثر إيجابي على المواطنين، بل استفادت منه فئات محددة، حيث ظلت أسعار الأغنام مرتفعة رغم المبالغ الكبيرة التي رصدت لهذا الغرض.
واتهم كيماوي بعض المستوردين باحتكار الأغنام وعدم طرحها في الأسواق خلال فترة العيد، مما أدى إلى بيع لحومها لاحقًا بأسعار تفوق 100 درهم للكيلوغرام.
وكانت الحكومة قد قدمت دعمًا لاستيراد الأضاحي خلال عامي 2023 و2024، بمنح 500 درهم لكل رأس مستورد، إلى جانب إعفاءات جمركية. كما نص قانون المالية لسنة 2025 على تعليق رسوم الاستيراد وإعفاء الضريبة على القيمة المضافة، ما أدى إلى استيراد أكثر من 124 ألف رأس من الأغنام و21 ألفًا و800 رأس من الأبقار حتى 12 فبراير الجاري، إضافة إلى 704 أطنان من اللحوم الحمراء.
واقترح كيماوي عدة إجراءات لحماية القطيع الوطني، من بينها منع ذبح النعاج والرخال بشكل نهائي، وتشديد العقوبات على المخالفين، مؤكدًا أن هذه الخطوة ضرورية لضمان تكاثر القطيع واستعادة توازنه. كما دعا إلى وقف دعم استيراد المواشي واللحوم الحمراء، معتبرًا أن تأثيره على الأسعار غير ملموس، مطالبًا بتوجيه هذه الأموال إلى دعم صناعة الأعلاف وتشجيع الاستثمار في القطاع الفلاحي.
من جهتها، أعلنت وزارة الفلاحة عن برنامج شامل لدعم قطاع الإنتاج الحيواني، يشمل تحسين التغذية الحيوانية، وتوفير الأعلاف للمربين عبر اقتناء 18 مليون قنطار من الأعلاف، إلى جانب التأطير التقني لتحسين إنتاجية الأغنام، الماعز، الأبقار، والإبل. كما يتضمن البرنامج تعزيز الصحة الحيوانية، ودعم الفلاحة التضامنية لمساندة صغار الكسابين، مع التركيز على الحفاظ على إناث الماشية لضمان إعادة تكوين القطيع.
وفي إطار تشجيع الشباب القروي، كشفت الوزارة عن إعداد برنامج لدعم مشاريع الإنتاج الحيواني، بهدف خلق فرص جديدة وتعزيز استدامة القطاع.