مع نهاية السنة الميلادية فقدت الساحة الأمازيغية مرة أخرى أحد رجالاتها الأخيار ويتعلق الأمر هذه المرة بالإساتذ المربي والفاعل الجمعوي والتنموي “عبد الله بليليض “عليه سحائب الرحمة والغفران . هذا الرجل الطيب كرس حياته للعطاء والدفع بالشباب إلى الأمام عبر التكوين والتربية والتحسيس والتنسيق بين مختلف الطاقات المحلية والوطنية وبين عدة جمعيات في سبيل الرقي بالأمازيغية لغة وثقافة وحضارة .
نضاله وتكوينه الأكاديميين المتسمان بالتنقل والترحال بين عدة مناطق وعدة مدارس منها التقليدية والعصرية جعلته يراكم تجربة عميقة و مفيدة نهل واستفاد منها منها الكثير من الشباب إلى أن استوطن به الحال للاشتعال كأستاذ لمدة 40 سنة من التحضير والتسهيل والعطاء والتربية.. كيف يمكننا إدن أن نكافئ مربيا في المدرسة والمجتمع مثل عبد الله بليليض؟
لا لا ، لا يسعنا ذلك ، نرجو الله أن يجعل أعماله في ميزان حسناته ..في هذه السطور لن نركز كثيرا عن حياته الشخصية ولا الإبداعية بل سنحاول تسليط الضوء على جانب مشرق من لمسات سي عبد الله بليليض على الشعر الأمازيغي والثقافة الأمازيغية بصفة خاصة الا وهو تأسيسه بمعية أصدقائه المناضلين لجمعية” أورير للثقافة والرياضة ” لمهرجان وطني للشعر الأمازيغي هذا المهرجان الذي يحق لجماعة أورير بأكادير أن تفتخر به وأن تحتفل بالذكرى الفضية لهذا المهرجان وتكرم روح هذا الرجل الطيب أفضل تكريم وأن تقوم بتسمية أحد المدارس أو أحد شوارع أورير باسمه اعترافا بعطاءاته لأنه انسان معطاء ليس له عداوة مع أي تيار وان كانت هناك اختلافات في وجهات النظر فهو يستحضر البعد الإنساني والعيش المشترك في جل مبادراته.
”بليليض عبد الله ” أعطى للمجتمع أكثر مما أعطى لنفسه ،انسان ناكر لذاته في جل المواقف ولا يحب الوجاهة ، استضاف مرارا عدة وجوه شعراء وإعلاميين وكتاب من جل أقطاب المغرب الحبيب إيمانا منه بأن اصدقاء اللغة الأمازيغية هم الشعراء والكتاب. عبد الله بليليض لم يمت أبدا فهو سيبقى في ذاكرتنا و قلوبنا وسلوكياته الطيبة ترسخت في أذهاننا، شاركنا أكثر من ثلاث مرات في هذا المهرجان الذي يسهر بمعية رفقائه على تنظيمه كل عام فهو مهرجان الشعر والتسامح والتراكم اللغوي والإبداعي بامتياز.فل ترقد روحك بسلام وان كانت هناك رسالة تلوح في الأفق وتود أن تصل إلينا فهي لن تكون إلا أنه نحن كشباب وكمحبين لهذا الرجل الطيب بأخلاقه وعطاءاته ،وكفاعلين سياسيين أو اجتماعيين أو كيفما كانت تلك القبعة التي نحملها على رؤوسنا أنه علينا فقط تحصين المكتسبات التي حققها هذا الرجل الطيب رفقه زملائه. علينا أن ننتصر للشعر في جماعة اورير بأكادير ، علينا أن ننتصر للكلمة الطيبة أن نحافظ بل و نجتهد جميعا من أجل جعل مهرجان اورير الوطني للشعر الأمازيغي مهرجانا عالميا يستضيف الاخوة الأمازيغ في باقي بلدان العالم وأن يسجل هذا المهرجان ”كثراث إنساني” في منظمة اليونيسكو باعتباره مهرجانا يوثق للذاكرة الشفافية والتراث اللامادي الأمازيغي.
مصطفى اومحا
نعم الرجل تغمده آلله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته اتمنى منكم تخليد ذكرى وفاته رحمه الله كل سنة سواء باورير او بتمنار