لحسن حظنا شعوبنا لاتقرأ

آخر تحديث : الإثنين 18 أغسطس 2014 - 8:47 مساءً
لحسن حظنا شعوبنا لاتقرأ
محمد أمزيل

في بعض الأحيان أقول حسنا فعلت شعوبنا لأنها لا تقرأ، فحتى لو فعلت لكان أول ما توجهت إليه الغالبية لتقرأه كتب الأحاديث و ما يعرف بالثراث الفقهي، و هنا بالذات يكمن السبب في استمرار الخلل، فمهما وصلت معرفة مؤلفيها حينها من تقدم و مهما يكن ما أبانوا عنه من جد و اجتهاد لتفسير النص القرآني فحتما لن يتجاوزوا ما يحيط بهم من مظاهر و أساليب العيش و لن يستبقوا ما تم الوصول إليه من أدلة علمية مستكشفة و مجربة.

لا أظن أن أحدهم قادر في الماضي و الحاضر و المستقبل أن يدعي بأنه توصل بالصيغة الكاملة و الصحيحة للدين، فالذي يتحدث عن إسلام التسامح تجده ينطلق من فهمه و تعاطيه مع الدين في حياته و ما يجنيه من مصلحة خاصة أو عامة، و الذي يطبق ما يراه حدود الله و جهادا في سبيل الله فهو ينطلق حتما من حدود فهمه و ما يراه مصلحة له تتجاوز حتى وجوده في الدنيا إلى الآخرة.

الحل إذن يكمن في العمل على العقل. قد يبدو ذلك معقدا و متطلبا لوقت طويل و مجهود كبير، لكن سيكون الأمر سهلا لو تخلينا عن ضعفنا الباطني و خوفنا من أن تظهر حقيقة أننا أبعد ما نكون من دورنا كبشر في هذا الكون، و من مظاهر هذا الضعف و الخوف ما نعبر عنه من ردود أفعال تجاه زعزعة العقيدة و الردة و الإلحاد و مناظرة الفقهاء و ما إلى ذلك من الثوابث و الإرث و المرأة…

يتعين اليوم أن نعمل كل من نفسه، على تنمية قدراتنا العقلية و الايمان بأن ضعفنا الحقيقي في استسلامنا أمام أشياء لم نبدل مجهودا و لو بسيطا في تحري سياقها و أهدافها و الحكمة منها و المقصود من وراء تطبيقها، هذا الضعف سيبقى مستمرا حين نغيب دور العقل بينما يزداد العارفون بقيمته قوة و أمنا.

كلمات دليلية ,
غير معروف
EL GHAZZI

2014-08-18
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)

EL GHAZZI