مآسي المغاربة في الإعلام العمومي

آخر تحديث : الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 - 8:45 صباحًا
مآسي المغاربة في الإعلام العمومي
الطاهر انسي

يمول المغاربة الإعلام العمومي ليخدم مصالحهم ويطرح قضاياهم للنقاش والدراسة بكل موضوعية، حتى أن البعض يعتبر الإعلام، خاصة السمعي البصري، جزء لا يتجزأ من الحياة الخاصة للمواطن، إذ يُنتظر أن يتوغل في قلب الأحداث ويعطيها ما تستحقه من الاهتمام،

وإذا كان الإعلام مشروع مجتمعي للدولة ككل، كما يعتبر البعض، فالأحداث الأخيرة التي سببتها أمطار الخير التي تعرفها المملكة لا تنم عن كون المغاربة يتوفرون على إعلام مواطن بقدر ما هو إعلام للإعلام، إعلام موجه لضرب القيم والأخلاق التي بُني عليها المجتمع المغربي من خلال التكثيف من نشر أوساخ ثقافة معينة.

الإعلام الذي نريده، يجب أن يكون مشروعا مجتمعيا يساهم في التربية والتحسيس بقضايا الوطنية، حقوق الإنسان، البيئة، التربية والتعليم، الصحة،…الإعلام الذي نريده يجب أن يترجم الحقوق الدستورية، فيوفر المعلومة، ينقل جلسات إعداد السياسات العامة للدولة، يُشهر بالمفسدين والإقطاعيين وناهبي المال العام، ويقف على مآسي المغاربة، فما تعرفه ساكنة كلميم و ورزازات والحوز وغيرها من المناطق التي تعاني ويلات الغش في الصفقات العمومية وغياب ترشيد المال العام الموجه للبنيات التحتية الأساسية، القناطر والطرق على وجه الخصوص، والتي سببت في عددا من الضحايا والمفقودين وخسائر مادية هامة، جديرة بالنقل المباشر بدل مسلسلات تُبث ويعاد بثها لمدة تتجاوز 3 سنوات، ومن هنا تبرز الأسباب الرئيسية لضعف مؤشرات التنمية ولعدم مشاركة المواطنين في الحياة العامة بالشكل الذي يساهمون به في صناعة واتخاذ القرار.

الإعلام العمومي يجب أن يكون أداة لخدمة قضايا المواطنين ولتتبع ومراقبة السياسات العمومية، وسيلة للتحسيس بالظواهر الاجتماعية التي تعترض الشباب والأطفال والنساء ولتربيتهم على الحقوق المدنية والدستورية، نريد إعلام مسؤول يساعد على فك مآسينا وليس إعلام يؤذينا أو يتيه بنا.

غير معروف
EL GHAZZI

2014-11-25 2014-11-25
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)

EL GHAZZI