مهزلة ملحمة المغرب-المشرق

آخر تحديث : الأربعاء 6 أغسطس 2014 - 3:57 مساءً

مرة أخرى يأبى البعض في هذا البلد السعيد الا أن يسبح ضد التيار ويحاول بكل ما أوتي من جهد تكريس العداء لأهم مكون من مكونات الهوية المغربية حتى حينما يتعلق الأمر بمناسبة وطنية كان من المفترض أن تجمع حولها كل المغاربة وأن يترفع الكل عن حساباته الضيقة ويسعى لجمع المغاربة عوض إعطاء الفرصة لإذكاء نعرات كان من الممكن تفاديها خاصة في وقت دقيق من تاريخ البلاد.

مناسبة هذا القول ما سمي ” ملحمة المغرب – المشرق” التي تم انتاجها بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لتربع الملك محمد السادس على العرش ، وبعيدا عن الانتقادات المتعلقة بالجانب التقني والفني للعمل ، وقبل أن نبدي ملاحظاتنا على هذا العمل ، لابأس أن نقدم بعض المعلومات عنه :

فقد شارك عدد من الفنانين المغاربة في الملحمة من بينهم نعيمة سميح ومحمود الإدريسي، وأسماء المنور وجنات وعبد الفتاح لجريني ونجاة اعتابو ومراد البوريقي ورشيدة طلال وحاتم عمور وحاتم إيدار ومحمد الريفي ولمياء الزايدي ووئام الدحماني ودوزي وأمينة كرم.

الملحمة هي الأولى من نوعها في عهد الملك محمد السادس، وهي من كلمات الكويتي مصعب العنزي، ومن ألحان وتوزيع مراد الكزناي ومحمد الزيات وجلال حمداوي، ومن إخراج منصف مالزي.

وتضمّن العمل ستّ لوحات غنائيّة تفتتح بدعاء للفنانة نعيمة سميح، وفي اللوحة الثانيّة تغني أسماء لمنوّر وعبد الحفيظ الدوزي وحاتم عمور، أغنية بعنوان “الله عليك يا بلادِي”، وفي اللوحة الثالثة التي حملت اسم “المغرب.. أنت ازدهَارُه”، غنت جنات ومحمود الإدريسي ونجاة اعتابو، وفي اللوحة الرابعة غنت الطفلة الواعدة أمينة كرم أغنية حملت اسم “خُودُولِي صُورَة مع سِيدنَا”، من كلمات مصعب العنزي وتلحين محمّد الزيات وتوزيع لمراد الكزنّاي.

وقدم عبد الفتاح الجرينِي ورشيدة طلال وحاتم إيدار المقطع الخامس بعنوان “كَنْجُولُو فالأرْض”، بألحان وتوزيع جلال الحمداوي وكلمات مصعب العنزي، واختتم مراد البوريقي ولمياء الزايدي ومحمّد الريفي ووئام الدحماني الملحمة باغنية “مَغرِبنَا مَغربُنَا”.

بعد هذا التقديم المقتصب، إاليكم بعض الملاحظات التي نتمنى أن تجد طريقها إلى آذان كل من يهمه الأمر:

–        إن ملاحظاتنا تتعلق بعمل فني تم انتاجه في مناسبة وطنية ولا يقلل من الاحترام الذي نكنه للملك محمد السادس الذي يحظى باحترام الجميع خاصة أن الجميع يعرف أن مبادراته تجاوزت كل المؤسسات بمافيها الأحزاب وأن التقدم الذي حققه المغرب خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة يعود فيه الفضل للملك محمد السادس وليس لأية مؤسسة أخرى ،

–        من العيب والعار أن يتم إقصاء الأمازيغية من عمل تم انتاجه من المال العام بمناسبة عيد العرش ، إقصاء مقصود من طبيعة الحال وراءه جهات لم تعد خفية على أحد ولكننا لم نكن نتصور أن الجرأة ستصل بها الى التلاعب في مجال كان من اللازم أن يبقى بعيدا عن أصحاب هذه النفوس المريضة التي تأبى إلا أن تعاكس كل المجهودات التي يبذلها المغرب للمصالحة مع تاريخه ومع الجزء الجوهري من هويته ألا وهو الأمازيغية من طبيعة الحال، أبى من أبى وكره من كره،

–        إن هذا الاقصاء يأتي في زمن تتغنى فيه الدولة المغربية بتميزها وباعتبارها استثناء على المستوى الاقليمي في عدة مجالات منها رد الاعتبار للأمازيغية هوية ولغة وحضارة وثقافة ، حيث تمت دسترتها قبل ثلاث سنوات ،

–        لقد غابت الأمازيغية بشكل كلي عن العمل وكأن عيد العرش لايعني الأمازيغ في هذا البلد وهو الأشد تعلقا بالعرش وبالملك محمد السادس ،

–        لم يحضر أي مظهر من مظاهر الأمازيغية ، لا كلمات ولافنانين ولا أزياء ، وكأن الأمر يتعلق ببلد في الجزيرة العربية وليس بالمغرب،

–        حتى في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ، وفي سنوات الرصاص حين كانت الأمازيغية من المحظورات ، كانت الأغنية الأمازيغية حاضرة في المناسبات الوطنية من خلال مجموعة من الفنانين الأمازيغ،

ونود أن نوجه بعض الرسائل لذوي النفوس المريضة من العروبيين الذين لازالوا يراهنون على مشرق لم يأتينا منه إلا الويلات:

–        إن المغرب بلد أمازيغي رغما عن أنف الجميع ، ولو أن جزءا منه قد تعرب ،

–        إن كل مناوراتكم الذنيئة، ذات الخلفية الرجعية، ضد الأمازيغية لن تنال في شيء من حضارة ضاربة جذورها في التاريخ ،

–        إنكم أغبياء لأنكم لاتتعلمون من التاريخ، فالأمازيغية هوية ثابتة لكل المغاربة، ومحاولاتكم وأدها وإبادتها لمدة أربعة عشر قرنا باءت بالفشل ، فكيف يمكن أن تتصوروا بأن مثل هذه المناورات الغبية غباء أدمغتكم قد تفلح فيما أخفقت فيه قرون من الحرب ضد الأمازيغية استعمل فيها من سبقكوكم كل أسلحة الدمار الشامل ؟؟

–        إن الأمازيغية من أقدم الحضارات التي صمدت أمام كل المحاولات اليائسة لابادتها والقضاء عليها ، ويعود تاريخها الى 700.000 سنة ق.م

–        -إن أقدم مومياء في العالم مومياء أمازيغية يمتد عمرها الى اكثر من 5500 عام–

–        أول من عرف علم التحنيط هم الامازيغ قبل الفراعنة،

–        لقد تم مؤخرا اكتشاف نقوش للحرف الأمازيغي تيفناغ بالقارة الأمريكية–

–        إن جميع حضارات الحوض المتوسطي القديمة إنقرضت الا الحضارة الأمازيغية

–        كثيرون مما صنعوا تاريخ هذا البلد أمازيغ منهم طارق بن زياد, يوسف بن تاسفين, ابن بطوطة وبن تومرت وابن خلدون وابن رشد ويعقوب المنصور وزين الدين زيدان …

–        الحرف الأمازيغي تيفناغ من أقدم الحروف في العالم يعود تاريخه إلى 10000 سنة ق.م

–        للأمازيغ أقدم رواية في التاريخ: الحمار الذهبي

–        الشعب الإمازيغي هو الشعب الوحيد في العالم الذي إعتنق جميع الديانات السماوية….

فالأمازيغية إذن أكبر من كل مناوراتكم البئيسة التي قد تعرقلنا وتشوش على مسارنا لكنها لن تثنينا عن مواصلة درب النضال وماضاع حق وراءه طالب.

غير معروف
EL GHAZZI

2014-08-06 2014-08-06
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)

EL GHAZZI