
خديجة بوشخار.
دخلت العالِمة الفلكية المغربية الدكتورة مريم الياجوري التاريخ كأول امرأة تنضم إلى معهد علوم تلسكوب الفضاء (STScI ) المختص بمهام :
ٍ ناسا تلسكوب هابل الفضائي (HST)، تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST )تلسكوب نانسي غريس
رومان الفضائي .
يقع (STScI )في حرم جامعة جونز هوبكنز بمدينة بالتيمور، ويُعَدّ من أبرز مراكز البحث في علم الفلك على مستوى العالم فمن خلال غرف التحكم والمكاتب التابعة له، ينسق العلماء مع المراصد الكبرى التابعة لناسا،ويديرون
أرشيفات ضخمةمن البيانات، ويوفرون أدوات يستخدمها الفلكيون حول العالم لدراسة الكون .وتعتبر الدكتورة
الياجوري أول امرأة حققت هذا الإنجاز وهي التي نشأت في المغرب قبل أن تتابع دراستها الجامعية في فرنسا في عام . 2018 ، ناقشت أطروحة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية في مرصد باريس، حيث حصلت على جائزة أحسن أطروحة الدكتوراه من الاتحادالفلكي الدولي (IAU )ركزت أبحاثها على واحد من أقدم ألغاز الفلك ألطياف المنتشرة بين النجوم . : (DIBs )، وهي بمثابة بصمات ضوئية خافتة تظهر عندما يمر ضوء النجوم عبر سحب الغاز والغبار في الفضاء ورغم اكتشافها منذ أكثر من قرن الا أن اصلها لايزال غير مفهوم تماما.
من خلال دراستها لهذه الظواهر، ألقت الدكتورة الياجوري الضوء على الجزيئات الدقيقة التي تمأل الفضاء بين النجوم، وهي المادة التي تساهم في تكوين كواكب جديدة وربما
نشوء الحياة نفسها .
بعد نيل شهادة الدكتوراه، عملت كأستاذة مساعدة وباحثة، كما قضت عدة أشهر كزائرة علمية في المرصد
األوروبي الجنوبي (ESO )في تشيلي وبين عامي . 2021 و2024 ، حصلت على منحة من المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء (CNES )في معهد الفيزياء الفلكية الفضائية جامعة باريس ساكالي، أورساي ، حيث درست تطور الغبار الكوني وساهمت في برنامجين رئيسيين لتلسكوب جيمس ويب التابع لوكالة(NGC 7023)
تعمل الدكتورة الياجوري اليوم في معهد علوم تلسكوب الفضاء (STScI )على دراسة الغبار الكوني في مناطق تشكل النجوم داخل مجرة درب التبانة، وكذلك في مجرات قريبة مثل سحابة ماجالن الصغرى ومجرة (51M)مجرةالدوامة ويساعد عملها على فهم كيفية سلوك الغبار الكوني في البيئات القاسية، وكيفية ارتباطه بالدورة الكبرى للنجوم والكواكب والحياة .
ّ وبالاضافة إلى أبحاثها، كرست الكثير من جهودها لنشر الثقافة العلمية فقد أسست مبادرة الرحل للعلم المستوحاة من مشاريع سابقة شاركت في قيادتها مثل قافلة الفضاء ، وهي قافلة علمية متنقلة، ومبادرة نجوم ألمير الصغير التي قدّمت أنشطة فلكية لألطفال في المناطق الصحراوية النائية بالمغرب كما شغلت منصب المنسقة الوطنية للتواصل العلمي في الاتحاد الفلكي الدولي، ونائبة رئيس مؤسسة أطلس للسماء المظلمة لحماية سماء المغرب من التلوث.