
بقلم : خديجة بوشخار
تُعد جهة بني ملال-خنيفرة، بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة، ونباتاتها الوفيرة، وثراء تراثها الاجتماعي والثقافي، وجهة مفضلة للسياح الباحثين عن التغيير وتجديد النشاط الجسدي والروحي، والرفاهية وسط الطبيعة الساحرة.
تزخر هذه الجهة بالعديد من المقومات الطبيعية والثقافية التي تجعل منها وجهة سياحية لا غنى عنها. فهي تضم مواقع طبيعية جميلة محفوظة بعناية، ومنتجات سياحية لم تُستغل بعد بشكل كبير،
تستمد أهميتها من غنى مواقعها الطبيعية المتنوعة ، ومن أبرز هذه المواقع الجذابة : بحيرة بين الويدان: تقع على بعد 27 كيلومترًا من أزيلال في قلب حوض جبلي، حيث تمتزج الألوان الحمراء للتربة مع تدرجات اللون الأخضر للعديد من أنواع النباتات، مما يمنح الماء لونًا فريدًا. يمارس فيها بشكل خاص الصيد التقليدي وشلالات أوزود التي تُعد جوهرة من جواهر تراث المنطقة، وتقع شمال غرب أزيلال، وتتميز بشلالها المذهل الذي يزيد ارتفاعه عن 100 متر، وتتدفق منه المياه على مدار السنة.
وادي آيت بوكماز: المعروف باسم “الهضبة السعيدة”، و الذي يتمتع بمقومات فلاحية لا يمكن إنكارها. يتميز بـنباتات خضراء وارفة، وتراث معماري محفوظ، وثقافة أمازيغية متجذرة بعمق، وقرب من قمم الأطلس الكبير الشاهقة، ووجود لوحات صخرية وآثار ديناصورات، مما يشكل ثروات الوادي. وبالتالي، يتمتع بصورة دولية ترتكز على الجبال والثقافة الأمازيغية. عين أسردون التي تتواجد بمدينة بني ملال، عاصمة الجهة. تشتهر بسحرها ووفرة مياهها المنعشة، وتنبثق من قاعدة سفوح جبل تسميت. تحيط بها الأشجار والحدائق المزهرة بعناية، وتتوجها قصبة عين أسردون التي تحمل الاسم نفسه، وهو مبنى ضخم مشيد من الحجارة والطوب الطيني، يطل بشكل رائع على المدينة والمنطقة المروية الشاسعة بمنبسط تادلا.
مضايق تاغزيرت: (تقع على بعد 20 كيلومترًا شمال شرق بني ملال): قرية تاغزيرت وصولًا إلى القرية التي تحمل الاسم نفسه. يتم العودة إلى تاغزيرت عبر وادي درنة الجميل جدًا. تحتوي مضايقها المشجرة بأشجار البلوط الأخضر والتي يقطنها قرود المكاك على العديد من المغارات والملاجئ الصخرية التي لا يزال يستخدمها الرعاة حتى اليوم خلال فترات الترحال.
كهف الدببة وهو هوة شبه عمودية بعمق 117 مترًا تقع على بعد 6 كيلومترات جويًا جنوب غرب القصيبة، وتفتح في الجزء العلوي من وادي شقندة. يمكن الوصول إليها إما عن طريق 5 كيلومترات من الطريق انطلاقًا من الطريق الجهوية رقم 317 جنوب القصيبة، أو عن طريق 8 كيلومترات مشيًا على الأقدام من طريق غابوي جميل جدًا.
تاغبالوت الموقع الجميل الآخر الذي يستحق الاكتشاف. تقع على بعد 2 كيلومتر شمال شرق القصيبة، وتظل مكانًا مرغوبًا فيه لجميع المخيمين. يجدون فيها الهدوء، وتغيير الأجواء، والنشاط الضروري لأولئك الذين يحلمون بالعودة والاتصال اللطيف بالطبيعة. الموقع مجهز بـمسبح وملاعب رياضية، ويتمتع أيضًا بطبيعة هادئة، مزينة بالعديد من الجداول المائية والعديد من الأشجار المتنوعة (البلوط الأخضر، عرعر الكاد، الصنوبر، الأكاسيا، الحور، الدردار)، إلخ.
مخازن جرف أوجكل (على بعد حوالي 90 كيلومترًا من بني ملال) و يتميز هذا الموقع الفريد في المغرب، تيحونة نأوجكل، بأصالته من بيئة طبيعية خلابة ورائعة. يشهد على التعايش بين الإنسان والطبيعة، وهو عبارة عن مركب اجتماعي وثقافي يندمج فيه الإنسان مع البيئة المحيطة. تم بناء عشرات المباني الصغيرة من الحجارة الجافة والطين على حافة فارغة، وتخدمها طريق طبيعي معلق في وسط الجرف. يمكن الوصول إليه بسهولة من هضبة مشجرة (بلوط أخضر) تخدمها طريق ترابي.
قصبة تادلة: (على بعد 35 كيلومترًا من بني ملال). يمكن اكتشاف القصبة الإسماعيلية التي تُعد المعلمة البارزة لمدينة قصبة تادلة بالإضافة إلى الجسر التاريخي.
سحر الأطلس المتوسط في خنيفرة
على مستوى إقليم خنيفرة، التابع لجهة بني ملال-خنيفرة الجميلة، يمكن للسائح (إعادة) اكتشاف موقع عيون أم الربيع: حيث تنبع أكثر من 20 عينًا ذات تدفق قوي جدًا (14 مترًا مكعبًا في الثانية) في مناخ معتدل، وتتواجد شلالات وأكواخ مع أماكن مجهزة لاستقبال الزوار, بحيرات ويويان، أكلمام أزكزا، عيون أكورو، أكلمام ميامي، هضبة أجدير؛ هذه الهضبة الشاسعة المغطاة بغابة أرز شابة جميلة يمكن استكشاف أيضًا في الجهة: مضايق وعيون تاتروت؛ هذه العيون ذات التدفق الدائم، بالإضافة إلى المواقع الجميلة لكل من أكلمام نايت إيشو، أكلمام أبخان بوادي سرو، والجسر “البرتغالي”، الذي بناه السلطان مولاي إسماعيل وكان يستخدم في السابق لربط ضفتي وادي أم الربيع لتسهيل مرور القوات العسكرية والقوافل التجارية.
في قلب مدينة خنيفرة نفسها، يمكن زيارة قصبة أديخسال؛ هذه القلعة التي بناها السلطان المرابط يوسف بن تاشفين في الماضي، وأعاد ترميمها السلطان العلوي مولاي إسماعيل، بالإضافة إلى قصبة موحا أوحمو الزياني وقصبة ميامي التي تعود إلى القرن التاسع عشر، وهو قصر ذو تقاليد معمارية أصيلة لابن موحا أوحمو. يمكن اكتشاف أيضًا في معقل زيان، إقليم خنيفرة: ضريح مولاي بوعزة؛ ضريح الشريف الإدريسي محمد بن مبارك الذي رممه السلطانان مولاي إسماعيل ومولاي رشيد، وأخيرًا ضريح سيدي يحيى أو يوسف.
اقليم ثالث تستحق الزيارة في جهة بني ملال-خنيفرة هو اقليم خريبكة، حيث يمكن للسائح زيارة: محمية غزلان بوعسيلة: هذه المساحة الطبيعية التي تتعايش فيها عدد من الأنواع الحيوانية، خاصة الغزلان, البحيرة الطبيعية التي تجذب عشاق الرياضات المائية والصيد وهي سد بوبكرة, سد زمرين ببني يخلف الوسط المائي الذي تُمارس فيه أنشطة الرياضات المائية والصيد، بالإضافة إلى الصيد في محيط السد, بحيرة واد زم: بمساحة 400 متر مربع، ترسم جوانبها خريطة فرنسا. لهذا السبب، أطلق عليها الفرنسيون في زمن الاستعمار اسم “باريس الصغيرة”. و عين قيشو ببحيرتها الطبيعية كفضاء جذب وترفيه، بالإضافة إلى غابة بوكردان التي تُعد فضاء غابيا ذا طابع بيئي سياحي ومكانا للصيد