
ماروك نيوز
بقلم نجيب نحاس
لم يكن تتويج المنتخب المغربي للشباب بلقب كأس العالم مجرد إنجاز رياضي، بل محطة فارقة أعادت رسم صورة المغرب في الإعلام الدولي، فخلال أيام قليلة، تحولت عناوين الصحف من الحديث عن “المفاجأة” إلى الاعتراف بـ“القوة الجديدة في كرة القدم العالمية”.
لقد قدم الإعلام العالمي هذه المرة قراءة مختلفة لمسار “أشبال الأطلس”، ليس بوصفهم حدثًا عابرا، بل كنتاج مشروع متكامل يجمع بين التخطيط والتكوين والانضباط، تقارير كبرى الصحف الأوروبية والأمريكية لم تخف إعجابها بمدرسة محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت نموذجا يدرس في الاستثمار الرياضي القائم على الرؤية لا على الحظ.
لكن ما ميز التغطية الإعلامية أكثر، هو التحول في الخطاب تجاه المغرب، فالإشادة لم تقتصر على الأداء فوق الميدان، بل امتدت إلى الرؤية الوطنية التي جعلت من الرياضة رافعة للتنمية ومجالا لتصدير الكفاءات، لقد بدأت صورة المغرب تبنى على الثقة والقدرة، لا على المفاجأة والدهشة كما كان الأمر في الماضي.
وإذا كانت المنتخبات الكبرى قد احتاجت عقودا لترسيخ مكانتها، فإن المغرب اختصر المسافة بفضل مشروع وطني متكامل يؤمن بأن النجاح الرياضي لا يشترى، بل يصنع.
هكذا إذن، لم يعد المغرب في أعين العالم مجرد فريق يحرج الكبار، بل بلد يكتب فصلا جديدا في تاريخ كرة القدم العالمية بأسلوبه الخاص ورؤيته الواضحة.