مساكني غيزلان
من أجل تطوير جودة التعليم الأولي، وقع مجلس جهة كلميم-وادنون، اليوم الخميس 29 مايو 2025، اتفاقية شراكة استراتيجية مع المؤسسة المغربية للتعليم الأولي. تهدف هذه الاتفاقية، التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 44.3 مليون درهم، إلى الارتقاء بالتعليم الأولي في مختلف أقاليم الجهة: كلميم، سيدي إفني، أسا-الزاك، وطانطان.
تؤطر هذه الاتفاقية، الموقعة من قبل مباركة بوعيدة، رئيسة مجلس الجهة، ونور الدين بوالطيب، رئيس المؤسسة المغربية للتعليم الأولي، إطار عمل مشترك يرمي إلى تحسين جودة التعليم الأولي في الأقسام التي تديرها المؤسسة.
وتشمل الشراكة محاور رئيسية تتمثل في، تهيئة وصيانة وحدات وفضاءات التعليم الأولي، مع تجهيز الأقسام بلوحات إلكترونية بيداغوجية وروبوتات تعليمية مصممة خصيصًا للأطفال. وكذا تخصيص مكافآت للمربين والمربيات لتحفيزهم على الأداء المتميز والعناية بصحة الأطفال.
يساهم مجلس الجهة بمبلغ 15 مليون درهم من التكلفة الإجمالية لهذه الاتفاقية، مؤكدًا التزامه الراسخ بالنهوض بالقطاع التعليمي.
وأكدت السيدة بوعيدة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الاتفاقية، التي حظيت بمصادقة مجلس الجهة في دورته العادية لشهر مارس الماضي، تأتي في سياق الاستراتيجية الجهوية الشاملة للنهوض بالتعليم بجميع مستوياته، من التعليم الأولي وصولاً إلى التعليم الجامعي. وشددت على أن العنصر البشري هو الركيزة الأساسية للتنمية، مما يستدعي اهتمامًا خاصًا بتنشئته منذ المراحل الأولى.
وأشارت بوعيدة إلى أن الجهة قد وقعت بالفعل شراكات متعددة في هذا المجال، أبرزها مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بهدف الارتقاء بالمنظومة التعليمية. كما أكدت انخراط جهة كلميم-وادنون الفاعل في المشاريع والأوراش الملكية ضمن البرنامج التنموي المندمج.
لم يقتصر التركيز في هذه الاتفاقية على البناء والتجهيز فحسب، بل امتد ليشمل مواكبة البرامج البيداغوجية وتحسين ظروف العمل التربوية للطلاب والأساتذة. كما تهدف إلى إدماج الآباء والأمهات في المسيرة التربوية لأطفالهم، مما يعزز بيئة تعليمية متكاملة وفعالة.
من جانبه، أشاد نور الدين بو الطيب، رئيس المؤسسة المغربية للتعليم الأولي، بالاتفاقية، مؤكدًا أنها تدعم جهود المؤسسة في ترسيخ مكانتها كفاعل وطني مرجعي في مجال التعليم الأولي. وأبرز أن المؤسسة، بفضل شراكاتها، استطاعت بناء شبكة وطنية تضم اليوم أكثر من 24 ألف قسم يستفيد منها سنويًا أكثر من 380 ألف طفل.
كما شدد فيصل بن الزاوية، الكاتب العام لولاية جهة كلميم-وادنون، على أن التعليم الأولي يمثل الركيزة الأساسية لبناء مدرسة مغربية جديدة عادلة، منصفة، ومواطنة. وأكد أن الجهة تعتبر التعليم الأولي خيارًا استراتيجيًا وليس مجرد ورش ظرفي، مشيرًا إلى الخطوات الهامة التي اتخذتها الجهة لتوسيع الولوج إليه، تطوير بنياته التحتية، وتحسين ظروف التأطير التربوي، خاصة في المناطق القروية وشبه الحضرية.
ولفت بن الزاوية الانتباه إلى الاهتمام الكبير الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للتعليم الأولي، باعتباره مكونًا أساسيًا ومحورًا رئيسيًا في برنامجها الرابع.
تخلل اللقاء عرض حول عمل المؤسسة المغربية للتعليم الأولي على المستوى الوطني وتدخلاتها في هذا المجال، بالإضافة إلى زيارة معرض يضم مجموعة من العناوين المتخصصة في التعليم الأولي.