
ماروك نيوز
بقلم نجيب نحاس
قبل سنوات قليلة، كان حضور المنتخبات المغربية في المنافسات العالمية يستقبل بكثير من الحذر والشك.. اليوم تغير المشهد بالكامل، فالمغرب لم يعد يحلم بالإنجاز، بل يصنعه بواقعية وهدوء، حتى صار ينظر إليه كنموذج رياضي يدرس في كيفية الانتقال من الطموح إلى البناء المؤسسي.
هذا التحول لم يكن وليد الصدفة ولا ثمرة موهبة عابرة، بل نتيجة رؤية استراتيجية جعلت من التكوين محورا لكل إصلاح، فمشروع أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وما رافقه من برامج لاكتشاف المواهب داخل وخارج البلاد، أفرز جيلا جديدا من اللاعبين تربوا على الانضباط والاحتراف، لا على الارتجال والعشوائية.
النتائج تتحدث بنفسها: نصف نهائي كأس العالم 2022، برونزية أولمبياد باريس 2024، ثم تتويج منتخب الشباب بلقب المونديال. سلسلة من النجاحات المتدرجة، تبرهن على أن المغرب يعيش بالفعل مرحلة ذهبية في تاريخه الكروي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل يستطيع المغرب الحفاظ على هذا الزخم وتحويله إلى استدامة؟
الجواب يبدو ممكنا إذا استمر العمل بنفس الوتيرة، وبقيت الرؤية قائمة على الاستثمار في الإنسان، لا في النتيجة الآنية، فالمغرب لم يعد يبحث عن الانتصار فقط، بل عن بناء هوية كروية راسخة تجعل من التفوق عادة لا حدثا استثنائيا.
لقد تحول الحلم إلى واقع، والواقع إلى نموذج. وربما يكون هذا الزمن الذهبي الذي يعيشه المغرب بداية مرحلة جديدة عنوانها: “كرة القدم المغربية… مشروع وطن بقيادة العاهل المفدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ”.