مساكني غيزلان
بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، وفي إطار النسخة الرابعة من مهرجان سيدي إفني للثقافة والفن والرياضة، نظم المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، يوم الخميس 31 يوليو 2025، ورشة تكوينية هامة في سيدي إفني. استهدفت الورشة الفلاحين والفلاحات والتعاونيات المحلية، وركزت على موضوع “تثمين وتسويق المنتجات المجالية بجهة كلميم وادنون”.

قامت الخبيرة في تثمين المنتجات الفلاحية، السيدة مريم منهاج، بتأطير الدورة، وقدمت محتوى علميا وعمليا ثريا. تناولت الورشة تقنيات وآليات تهدف إلى رفع تنافسية وجودة المنتجات المحلية، مع التركيز بشكل خاص على منتجات رئيسية مثل زيت الأركان، الكسكس البلدي، والنباتات العطرية والطبية.

تأتي الورشة التكوينية التي نظمها المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بسيدي إفني، في إطار مبادرة أوسع تهدف إلى تعزيز قدرات الفاعلين في المجال الفلاحي بالمنطقة. تهدف هذه الجهود إلى الارتقاء بالقطاع الفلاحي المحلي، من خلال تزويد الفلاحين والتعاونيات بالمعارف والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات السوق وتحقيق التنمية المستدامة.

تركز الورشة على عدة محاور أساسية، مصممة بعناية لتحقيق أقصى استفادة للمشاركين. أولا، يكتسب الحاضرون المعرفة اللازمة لتطبيق أفضل الممارسات في تثمين المنتجات الفلاحية وتحسين جودتها. هذا يساهم في إنتاج سلع ذات مواصفات عالية تلبي ليس فقط المتطلبات المحلية، بل تتوافق أيضاً مع المعايير الدولية، مما يفتح آفاقاً جديدة للتصدير.

ثانيا، يتعرف المشاركون على أهمية التعبئة والتغليف والتوسيم في عالم التجارة الحديث. فالتعبئة الجذابة والمطابقة للمواصفات، بالإضافة إلى آليات التوسيم الصحيحة، تضمن جاذبية المنتج للمستهلك وحمايته، وبالتالي تعزز قيمته السوقية.

ثالثا، تهدف الورشة إلى اكتساب مهارات تسويقية فعالة. في عصر التنافسية الشديدة، لم يعد إنتاج منتج جيد كافيا. لذا، يتعلم المشاركون كيفية تسويق منتجاتهم بفعالية، سواء في الأسواق التقليدية القائمة على العلاقات المباشرة، أو عبر منصات التسويق الحديثة التي تتيح الوصول إلى شريحة أوسع من المستهلكين.

رابعا، تزود الورشة الفلاحين بالمهارات اللازمة لاستغلال أدوات التسويق الرقمي. فقد أصبح الفضاء الرقمي ساحة أساسية للتسويق، مما يمكنهم من الترويج لمنتجاتهم بذكاء وتعزيز حضورها وتنافسيتها في السوق الرقمية.

وفي تصريحها لماروك نيوز، أكدت الخبيرة في تثمين المنتجات الفلاحية، السيدة مريم منهاج، أن تثمين منتجاتنا المجالية ليس مجرد عملية اقتصادية، بل هو استثمار في هويتنا الترابية ومستقبل فلاحينا.
وأضافت الحبيرة، من خلال تطبيق التقنيات الحديثة في التعبئة والتسويق، لا نرفع فقط من قيمة منتجات مثل زيت الأركان والكسكس البلدي، بل نفتح أيضاً أبواباً جديدة لفرص الدخل ونعزز مكانة هذه المنتجات في الأسواق الوطنية والدولية، بما يضمن لها التنافسية والاستدامة
أخيرا، تؤكد الورشة على أهمية إبراز الهوية الترابية للمنتجات المحلية. تتميز جهة كلميم وادنون بمنتجات مجالية فريدة تعكس هويتها الثقافية والطبيعية. ويتم ذلك من خلال العلامات المميزة والشهادات الوطنية والدولية المعترف بها، مثل علامة الجودة وشهادة “المنتج المجالي”. هذا لا يعزز ثقة المستهلك فحسب، بل يضيف قيمة مضافة للمنتج ويحميه من التقليد.
تساهم هذه الأهداف المتكاملة في تمكين الفلاحين والتعاونيات من تحويل مشاريعهم الفلاحية إلى مبادرات أكثر ربحية واستدامة، مما يدعم التنمية الشاملة في جهة كلميم وادنون ويحقق العدالة المجالية.