
مساكني غيزلان
بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين، لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله على عرش أسلافه المنعمين، شهدت إحتضنت قاعة المسيرة الخضراء، بسيدي إفني، ندوة علمية متميزة، تحت عنوان: “البيعة الشرعية والخصوصية المغربية”.
هذه الندوة، التي نظمتها النيابة الإقليمية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، بسيدي إفني بشراكة مع المجلس العلمي المحلي، والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، وعمالة سيدي إفني، والمجلس البلدي، وجمعية إفني مبادرات، سلطت الضوء على أحد أركان الهوية المغربية، وأسباب قوتها واستقرارها.
وقد افتتح الندوة، الأستاذ الحسن معتوق، الإمام المرشد والمنسق، بكلمة جامعة، أكد فيها على التفرد المغربي، في مفهوم إمارة المؤمنين، والبيعة الشرعية.
وأشار إلى أن هذه الخصوصية، التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم، تمثل مصدر فخر للمغاربة. وأوضح أن المغاربة اختاروا منذ قرون، أن تبنى جميع أمورهم على إمام له مكانة مرموقة، سواء في الفقه، أو السلوك، أو القراءة، وأن تكون الإمامة العظمى، في رجل ينتمي لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما يمثل شرفا عظيما، ومصدر اعتزاز.
من جانبه، أكد السيد المختار الإدريسي، النائب الإقليمي للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير لسيدي إفني، أن هذه الندوة تندرج ضمن فعاليات النسخة الرابعة لمهرجان سيدي إفني، وفي إطار احتفال الشعب المغربي بالذكرى 26، لتربع جلالة الملك على العرش.
وأشار إلى أن الأساتذة المتدخلين، في الندوة، ركزوا على الدور المحوري للبيعة، في تعزيز الترابط والتلاحم، بين الملك والشعب، ودورها الفاعل في بناء مغرب موحد، مستقل ومزدهر.
كما تناولت الندوة، جوانب التعريف بالبيعة، وجذورها الممتدة في أعماق التاريخ المغربي، منذ عهد إدريس الأول إلى عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله. وتم التأكيد، على أن البيعة في المغرب، تستمد قواعدها وأصولها، من الشريعة الإسلامية السمحة، من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مما يضفي عليها شرعية دينية، وتاريخية راسخة.
تبرهن هذه الندوة، على أن البيعة الشرعية، ليست مجرد تقليد تاريخي، بل هي ميثاق حي يجسد العلاقة الفريدة، والراسخة بين العرش والشعب المغربي، وتشكل صمام أمان لاستقرار المملكة وتطورها، ويعكس وعي المغاربة العميق، بأهمية هذا الركن الأصيل، في بناء هويتهم الوطنية، ومستقبلهم المشترك.