
شهدت العاصمة البريطانية لندن، مساء الأربعاء 28 مايو 2025،احتفالا بهيجا بمناسبة يوم إفريقيا 2025، حيث كان المغرب حاضرا بقوة، مؤكدا عمق روابطه الثقافية والتاريخية، بالقارة السمراء. وقد لفت الجناح المغربي، الأنظار بثرائه وتنوعه، فيما خطف القفطان المغربي الأضواء، في عرض الأزياء التقليدية.
وفي لفتة ثقافية مميزة، أقامت سفارة المغرب في المملكة المتحدة، جناحا فريدا، ضمن فعاليات “يوم إفريقيا” بلندن. لم يكن هذا الجناح مجرد مساحة عرض، بل كان بمثابة بوابة تفتح للزوار، على ثراء وتنوع التراث الثقافي المغربي الأصيل.
تجسدت أناقة الرواق، في عرضه لـروائع الصناعة التقليدية المغربية، بدءا من التحف الفنية اليدوية، التي تعكس إتقان الحرفيين، وصولا إلى المنسوجات التقليدية، التي تروي قصصا من التاريخ والفن.
لم يقتصر الأمر على المعروضات البصرية؛ فقد استمتع الحضور، بتجربة حسية متكاملة، شملت تذوق تشكيلة فاخرة من الحلويات المغربية الأصيلة، والتي قدمت مرفوقة بـالشاي المغربي بالنعناع العبق، ليقدم للزوار، لمحة حقيقية، عن كرم الضيافة والذوق الرفيع، الذي يميز الثقافة المغربية.
شكل عرض الأزياء التقليدية الإفريقية، نقطة محورية وساحرة، في احتفالات “يوم إفريقيا” بلندن، جامعا تصاميم آسرة، من مختلف أنحاء القارة. لكن نجم هذه اللحظة اللامعة، كان بلا شك القفطان المغربي.
بأناقته الخالدة، وزخارفه البديعة، التي تمزج ببراعة بين الأصالة العريقة، واللمسة العصرية الراقية، سحر القفطان المغربي الحضور، وأسر القلوب. لم يكن مجرد زي تقليدي، بل قطعة فنية، تعكس مكانته، كرمز لا يتزعزع للأناقة والتراث، ليس فقط في المغرب، بل كجزء أصيل، ومتميز من الأزياء التقليدية الإفريقية، بكل تنوعها وجمالها.
وفي سياق الاحتفال، بيوم إفريقيا، ألقت السيدة هارييت ماثيوز، المديرة العامة المكلفة بإفريقيا، والأمريكيتين، والأقاليم ما وراء البحار، بوزارة الخارجية البريطانية، كلمة شددت فيها على أهمية التعاون الوثيق، بين المملكة المتحدة، والدول الإفريقية.
وأكدت ماثيوز، أن هذا التعاون بات أكثر حيوية، من أي وقت مضى، خاصة في ظل الظروف العالمية الراهنة، التي تتسم بالعديد من التحديات. وأشارت بشكل خاص، إلى ضرورة العمل المشترك، لمواجهة قضايا ملحة، مثل التخفيف من آثار التغير المناخي، ومكافحة الفقر، وتحسين الصحة والأمن، بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب.
كما سلطت الضوء، على الشراكة المتنامية، بين المملكة المتحدة، والاتحاد الإفريقي، مؤكدة على أهمية إيجاد حلول مشتركة، ومربحة للطرفين، لضمان مستقبل أفضل للقارة والعالم.
واختتمت فعاليات “يوم إفريقيا” في لندن، بأمسية ساحرة، حيث أقيم حفل عشاء رسمي، غمرته أجواء من الدفء والود، حيث استمتع المدعوون بـتشكيلة متنوعة، من الأطباق الإفريقية الأصيلة، في رحلة طهوية، تعكس غنى مطابخها .
لم تكن الأمسية، مجرد تذوق للمأكولات، فقد أحيتها فرق موسيقية إفريقية مبدعة، قدمت عروضا فنية رائعة، احتفت بـغنى، وتنوع التعبيرات الإبداعية، التي تزخر بها القارة. تجسد هذا الاحتفال الفني والموسيقي، جوهر “يوم إفريقيا”، مبرزا روح الوحدة والتنوع، التي تميز القارة السمراء، ومبرزا قوة الفن، في التقريب بين الثقافات والشعوب.