
مساكني غيزلان
انطلقت السهرة على إيقاعات فرقة إيثماتن وادنون، التي ألهبت حماس الحضور، بمزيجها المتفرد من التراث الأمازيغي الأصيل، والنغمات المعاصرة، لتشعل شرارة التفاعل منذ اللحظات الأولى.
تبعهم الفنان القدير عزيز أبعمران، الذي أسر القلوب بأسلوبه المميز، الذي يزاوج بين الأصالة والحداثة، مقدما باقة من أعماله، التي لاقت استحسانا، وتفاعلا كبيرا. ولم يقل تألق فرقة إتران عن سابقيهم، حيث قدمت لوحات فنية رائعة، جمعت بين عراقة الموسيقى التقليدية، وروح الابتكار المعاصر، لتثبت حضورها القوي، على الساحة الفنية الوطنية.
الأمسية الفنية، إستمرت مع الفنان المخضرم أعراب أتيكي، الذي حمل الجمهور، في رحلة موسيقية عميقة، عبر أغانيه ذات الطابع الروحي، والتراثي الأصيل، والتي سادت معها أجواء من التقدير، والاحترام لموسيقاه العميقة والمعبرة.
تميز أداء أتيكي بقدرته الفائقة، على المزج بين التعبير الصوتي الشجي، والإيقاعات، التي تحاكي أصوات الطبيعة والتاريخ، مما جعل كل نغمة، وكل كلمة تحمل ثقلا فنيا، وروحيا خاصا. حضوره على المسرح، كان هادئا لكنه مؤثرا، يلامس الروح، ويستدعي الموروث الثقافي للمنطقة، ليثبت أن الفن الأصيل، لا يزال يمتلك القدرة على لمس القلوب، وترك بصمة لا تمحى.
وفي ختام هذه الليلة الفنية، اعتلى المسرح الفنان الشاب بدر وعبي، ليقدم عرضا مفعما بالحيوية، والطاقة الشبابية، ولكنه لم ينس جذوره الفنية، فقد مزج وعبي بذكاء وفنية عالية، بين إيقاعات الشباب المعاصر، والنغمة التراثية المحلية، ليقدم خلطة فنية فريدة، تعكس تطلعات جيل جديد، يحرص على تطوير الفن مع الحفاظ على هويته.
لقد كان أداؤه بمثابة جسر يربط الماضي بالحاضر، ويؤكد على استمرارية الفن وتطوره. بصمته المميزة، في نهاية السهرة، عكست قدرة الشباب على الابتكار والتجديد، وترك الجمهور في حالة رائعة.
السهرة الرابعة من مهرجان سيدي إفني، بتنوعها الفني، وتألق فنانيها، أبرزت مكانة المهرجان، كمنصة رائدة لإبراز التنوع الثقافي، والفني المغربي. هو جسر للتواصل بين الأجيال، عبر لغة الموسيقى والفن، في ظل تنظيم محكم وتفاعل جماهيري استثنائي.