
مساكني غيزلان
إحتضنت زاوية آسا يوم الأحد 7 شتنبر 2025، حدثين ثقافيين مهمين، ضمن فعاليات الموسم الديني، “ملكى الصالحين”، عكسا المكانة المحورية للزاوية، كمركز إشعاع روحي، وعلمي في الجنوب المغربي. فقد تحول فضاء الزاوية، إلى منبر فكري، استضاف ندوة علمية ثرية، وحفل توقيع لمؤلّف جديد، في انسجام تام مع رسالتها في ترسيخ قيم الوحدة والسلم.
تصدرت الندوة العلمية، التي عرفتها الزاوية، عنوان “قيم التصوف تحصين للوحدة الترابية للمملكة: الزاوية الشرقاوية نموذجا”. حيث أضاء المشاركون، على عمق التجربة الصوفية المغربية، ودورها التاريخي، في نشر تعاليم الإسلام السمحة، وحماية الهوية الوطنية.
المتدخلون ركزوا، على إبراز بصمات أعلام التصوف المغربي، وامتداداته في القارة الإفريقية، مع استعراض المسار الفريد للزاوية الشرقاوية، كنموذج رائد، في المشهد الصوفي.
وفي هذا السياق، كان لمداخلة الدكتور عبد الهادي حميتو، عضو الرابطة المحمدية للعلماء، صدى خاص، إذ سلط الضوء، على العناية التي أولاها المغاربة للقرآن الكريم عبر العصور، وأشاد بالدور المحوري، للمدارس العتيقة في خدمة كتاب الله.
وفي إطار الوفاء والعرفان، شهدت الندوة تكريم الأساتذة المشاركين، تقديرا لجهودهم الفكرية، وإسهاماتهم المعرفية، التي أثرت الحوار، وأعادت تأكيد أهمية الزوايا الصوفية، وعلى رأسها زاوية آسا، كمركز للإشعاع الروحي والثقافي في الصحراء المغربية.
توازيا مع الندوة، احتفت زاوية آسا بتوقيع كتاب، “جوانب من المشهد الصوفي بزاوية آسا بالجنوب المغربي”، لمؤلفه الدكتور الحسان منصوري. وقد استقطب الحفل حشدا من المسؤولين، والفعاليات المدنية، يتقدمهم رئيس المجلس الإقليمي لآسا السيد رشيد التامك، ورئيس المجلس الجماعي، إلى جانب ممثلين عن المصالح الخارجية .
ويعتبر هذا الكتاب، إضافة قيمة للمكتبة المغربية، كونه يتناول بالدراسة والتحليل، الدور التاريخي والروحي لزاوية آسا، بوصفها مركزاً صوفيا بارزا، ارتبط إشعاعه بالعمق الإفريقي للمملكة.
واختتمت هذه اللقاءات العلمية، والدينية، برفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل، بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، وأن يقر عينه بولي عهده، الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.