
بقلم : خديجة بوشخار.
في كل مجتمع هناك من يزرع القيم ويصقل العقول ويربي الأجيال ويعلم الحرف ويكون الشخصية . انه المعلم صانع الأجيال ،في الزمن الجميل كان المعلم يحضى بمكانة كبيرة في المجتمع إذ كان التلاميذ يقفون احتراما له ،يستمعون لتوصياته، يخافون غضبه ،يقبلون يده..كان ينظر للمعلم انه المربي والقدوة وليس مجرد ملقن للمواد الدراسية ، كانت العائلات تفتخر لتدريس أطفالها على يد معلم محترم إذ كانت كلمته مسموعة وهبته محفوظة حتى خارج القسم والمدرسة.
أما اليوم ،تغيرت الرؤيا وقل احترام المعلم وأصبح التلميذ عاقا لأستاذه …وكيف لا وهو عاق لوالديه أولا ؟ ولعل السبب الرئيسي هو غزو وسائل التواصل جميع المنازل والتي ساهمت بشكل كبير في تشويه صورة الأستاذ والتقليل من احترامه .. إضافة إلى دور الأسرة الذي أصبح سببا في توسيع فجوة الاحترام والتقدير بين الأستاذ والتلميذ مادام ولي الأمر يشتكي من الأستاذ ويهدده بعدم التعامل بالضرب والعقوبة بحجة أن ابنه سوف يعاني عقدا نفسية مع العلم أن الأجيال السابقة وهي أجيال ذهبية ترعرعت بالضرب والعقوبة وانتجت رجالا ونساء لهم مكانتهم المرموقة داخل المجتمع ومنهم هؤلاء الأساتذة الذين يتعرضون حاليا للإهانة ومنهم مهندسون ومعماريون وأطر إدارية وغيرهم …على عكس الأجيال الحالية التي أصبحت تعيش الفشل منذ البداية …
رغم كل هذا التغيير يبقى المعلم هو حجر الأساس في التنشئة الإجتماعية…انه هو من أنتج الطبيب والكاتب والمهندس والقاضي ورجل الأمن وجميع فئات المجتمع.ولا يستحق منا سوى أن نحترمه ونقدر جهوده ونكون ممتنين له . المعلم ليس فقط من يعلمني حرفا بل هو من يصنع مني شخصا وصدق الشاعر حين قال :
قم للمعلم وفه التبجيلا..كاد المعلم أن يكون رسولا.