
بقلم : خديجة بوشخار
نحن أمام قافية شعرية ووزن فني عميق تجمعها أنامل ذهبية أبت إلا أن تنتج لوحة تجمع بين النطق بالكلام الموزون والايحاء باللون والصورة الجذابة لتثير الناظر لينحني تقديرا ويسبح داخل اعماق لوحة فنية غنية بمؤهلات جد متميزة ،انها الفنانة المنفردة بأسلوبها الفني التشكيلي الجامعة لكل ألوان الأدب والشعر والتشخيص داخل لوحة معنونة ب :”حب أبدي “

الفنانة نجلاء لحبيبي ،أبدعت وتميزت وأعطت لوحة عبارة عن سيمفونية بصرية برسم زيتي على القماش ،حيث تشخص لنا الزمن يبدو منحنيا أمام قوة المشاعر،انها دعوة للتأمل العميق في طبيعة وماهية الحب،وقدرة هذه الطاقة على تجاوز القيود الأرضية و الانصهار والذوبان في بعد غير زمني.
الفنانة نجلا لحبيبي تستخدم لغة فنية متميزة تجمع بين الرمزية الشرقية والتعبير اللوني لتبدع قصيدة سامية تسعى بها الى استمرار ودوام الروابط.
اللوحة ابداع بالزيت على القماش لقياس 100×90 سم.وسط قلب اللوحة نرى زوجا من الايادي البشرية توحي على ترابط وواقعية دقيقة بواسطة ألوان دافئة ،أيادي تحمي حبا مقدسا لانها تحمل زهورا ذات ألوان معبرة وناطقة ورمز عالمي للجمال والعطاء ،انها ألوان حب أبدي يتجاوز التمثيل نحو الواقع والترابط الفعلي،اذا تأملنا اللوحة في رؤيتها العميقة نجدها تجمع بين الزهور والطيور وكلاهما يعتبران جناحي التفاؤل الطبيعي وقلب وعقل الطبيعة بدون منازع إذ لا معنى للطبيعة وجماليتها دون وجود الطيور والازهار رمزا التفاؤل والتجديد والعطاء.
إن رسم أيدي تحمل الطيور والزهور هي ايحاء فني واضح بالحنان والرعاية الضرورية لتنمية كل علاقة واحتوائها،فالطيور ترمز للحرية والحياة وترمز للعلاقة الطبيعية بين كائنين:ذكر وانثى،وهنا الرمز هو ايحاء الى الجمع بين ثقافتين :ثقافة مغربية وثقافة شرقية يلتقيان في حب محترم ودائم وباقة الزهور ترمز لاستمرار الحياة .
اللوحة توحي الى انسلاخ الحب عن مقياس الزمان بالساعات والايام ،بل هو قوة تتجاوز الخط الزمني،وادماج زخارف اسلامية داخل اللوحة هو دليل على تقليد فني وروحي يرمز الى ان الحب هو بحث عن التوازن والكمال.حب أبدي هو انتاج فني ذو حس نادر يمس جوهر الوجود الإنساني من خلال تفاعل حوار غريب بين ماهو ملموس وهو الزمن وبين اللا ملموس وهو الاستمرار والابدية، هكذا ابدعت الفنانة المغربية نجلا لحبيبي وأفصحت عن موروثها الفني الذي يجمع بين الموسيقى والرسم اللذان تشبعت الفنانة بهما داخل محيطها الأسري ،لتترجمه الى لوحة ناطقة ترقص بالحب والجمال تحت عنوان :”حب أبدي”.