ماروك نيوز
بقلم نجيب نحاس
بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني المغربي لأقل من عشرين سنة بالتتويج بكأس العالم في التشيلي، يطرح السؤال الكبير نفسه اليوم: ماذا بعد هذا الفوز؟ فطعم النصر لا يكتمل إلا باستمرارية النجاح، خصوصاً وأن بطولة كأس إفريقيا للأمم تقترب، والمغرب سيكون مسرحاً لاحتضانها في القادم من الأشهر.
لقد جعل “أشبال الأطلس” بهذا التتويج سقف طموحات الجماهير المغربية مرتفعاً إلى أبعد الحدود، إذ لم يعد مقبولا الاكتفاء بالإنجاز العالمي كغاية في حد ذاته، بل أصبح لزاما على الجميع التفكير في الحفاظ على نفس الروح والانضباط والأداء الذي قاد هؤلاء الشباب إلى منصة التتويج، فالمطلب الشعبي اليوم واضح: الفوز بكأس إفريقيا القادمة، كخطوة منسجمة مع المجد الذي تحقق عالميا.
المنظومة الكروية الوطنية تبدو اليوم أكثر تماسكا ونضجا من أي وقت مضى، فقد أثمرت الرؤية الإستراتيجية الملكية، وكذا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نتائج ملموسة على أرض الواقع، من خلال استثمار طويل المدى في التكوين، والبنيات التحتية، والتخطيط التقني المتواصل…، وتبقى “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم” خير دليل على هذا التوجه، باعتبارها معلمة رياضية أثبتت فعاليتها في صناعة جيل جديد من المواهب، جيل يترجم الرؤية الملكية السامية للنهوض بالرياضة المغربية عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص.
غير أن الطريق نحو مواصلة التألق لا يخلو من التحديات، فالفوز وحده لا يضمن الاستمرارية، بل يجب العمل على ترسيخ ثقافة الانتصار داخل عقلية اللاعبين والأطر التقنية، ومواكبتهم ببرامج احترافية تؤهلهم ذهنيا وبدنيا لمواجهة الاستحقاقات المقبلة. كما أن الرهان المقبل على كأس إفريقيا سيكون فرصة حقيقية لتأكيد أن تتويج التشيلي لم يكن صدفة، بل ثمرة تخطيط استراتيجي محكم.
إن المغرب اليوم، وهو يعيش نشوة التتويج العالمي، مدعو إلى تحويل هذا الإنجاز إلى انطلاقة جديدة نحو مزيد من الإشعاع القاري والدولي، فالتاريخ لا يذكر من مر مرور الكرام، بل من صنع الاستمرارية وبنى مجدا راسخا يليق باسم الوطن.