اعداد: خديجة بوشخار.
في قلب جهة بني ملال–خنيفرة،وعلى ابواب اقليم بني ملال، تتواجد جماعة أولاد مبارك كواحدة من الجماعات القروية التي تسعى إلى رسم مسار تنموي جديد بعد سنوات من الركود والتحديات الاجتماعية. فمنذ انتخاب المجلس الجماعي برئاسة “مصطفى ضحوك،” في شتنبر 2021، وضعت الجماعة نصب أعينها هدفاً رئيسياً وهو : الانتقال من منطق التسيير الإداري إلى منطق التنمية المحلية المستدامة.
حيث ركّز الرئيس ضحوك منذ توليه مسؤولية الجماعة، على ملفات أساسية تلامس الحياة اليومية للمواطنين، أبرزها تحسين النظافة وتدبير النفايات، حيث تم إطلاق حملة واسعة لتنظيف الحاويات ورفع الأزبال بمختلف الدواوير، تجاوباً مع شكايات متكررة من الساكنة. كما عمل المجلس على تأهيل الطرق القروية والمسالك الزراعية، لربط الدواوير النائية بالمركز وتسريع وتيرة النشاط الفلاحي والتجاري.
غير أن عدداً من الدواوير لا تزال تعاني من ضعف الإنارة العمومية ومحدودية شبكات التطهير، مما يجعل تحقيق العدالة المجالية بين المركز والأطراف من أبرز التحديات المطروحةلحد الساعة.
ولعل أهم المبادرات التي طبعت الولاية الحالية هو تنظيم مهرجان التبوريدة بأولاد مبارك، الذي أصبح حدثاً سنوياً يعيد الاعتبار للموروث المحلي ويخلق رواجا اقتصاديا مهماً بالمنطقة. فقد استقطب المهرجان في دورته الأخيرة أزيد من 15 سربة من مختلف مناطق الجهة، مع مساهمة فاعلين جمعويين ومهنيين في تنظيمه. ويرى الرئيس ضحوك في هذا المهرجان “محركاً اقتصادياً وثقافياً جديداً” يمكن أن يُساهم في تحسين صورة الجماعة واستقطاب الاستثمار المحلي.
ويعتبر ملف المسبح الجماعي الجديد أهم ماتم تداوله واحداث جدل واسع بعد انتقادات وجهها عدد من السكان حول ارتفاع أسعار الولوج. وردّ المجلس الجماعي بأن الأسعار محددة في دفتر التحملات المصادق عليه من طرف الأعضاء، مؤكداً أن الهدف هو ضمان استدامة المرفق وليس تحقيق الربح. هذا النقاش كشف عن حاجة الجماعة إلى تعزيز التواصل المؤسساتي مع المواطنين، لضمان وضوح القرارات وتفادي سوء الفهم.
وإذا قارنا جماعة أولاد مبارك بجماعات مجاورة مثل فم العنصر أو أولاد إيعيش، نلاحظ أن مستوى الخدمات تحسّن نسبياً في بعض القطاعات (النظافة، الأنشطة الثقافية)، لكنه لا يزال متأخراً في أخرى كالتطهير والماء الصالح للشرب.
وفقاً لبيانات إقليم بني ملال لسنة 2024، فإن نسبة الربط بالماء في الجماعات القروية تبلغ حوالي 78٪، بينما لا تتجاوز في أولاد مبارك 65٪، في حين أن الربط بالكهرباء يفوق 92٪، ما يعكس تحسناً نسبياً بفضل برامج المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
يراهن المجلس الحالي على برامج شراكة مع مجلس جهة بني ملال–خنيفرة والمديرية الجهوية للتجهيز لإطلاق مشاريع بنيوية جديدة، أبرزها توسيع شبكة الطرق القروية وإحداث فضاءات ترفيهية ومناطق خضراء. كما يجري التفكير في إنشاء منطقة أنشطة اقتصادية صغيرة لدعم التعاونيات الفلاحية والنسائية، بما يخلق فرص شغل محلية ويحد من نزيف الهجرة نحو المدينة.وهو الأمر الذي بدأ فعلا يظهر في أفق الواقع خصوصا بعدالتدشينات
التي تشرفت بها جماعة أولاد مبارك مؤخرا وخلال الاحتفال بذكرى عيد العرش المجيد ،حيث قام وزير النقل والتجهيز مرفوقا بالسيد والي جهة بني ملال خنيفرة والسيد رئيس الجهة ،بتدشين الطريق رقم 8الرابطة بين جماعة أولاد مبارك وافورار،
كما تعتبر جماعة أولاد مبارك خصوصا تحت قيادة وتسيير السيد مصطفى ضحوك اكثر حظا في الاستفادة من مجموعة من المشاريع التي تم تدشينها واعطاء انطلاقتها بمناسبة عيد العرش المجيد أهمها مشاريع حفر الآبار وتوسيع الطرق وتوفير الإنارة بالطاقة الشمسية وتوفير ملاعب القرب وغيرها…
وفي حوار مع رئيس جماعة أولاد مبارك أكد ضحوك أن ما وصلت إليه جماعة أولاد مبارك من التنمية والتطور وما سوف تحققه مستقبلا هو نتيجة دراسة قبلية مركزة وتعاون بينه وبين جميع اعضاء المجلس الجماعي من جهة ونتيجة اجتهاد إداري منه في دق جميع أبواب المسؤولين وفتح ملفات مطالب خدمة الساكنة المحلية بهدف تحسين مستوى عيش السكان والرفع من مستوى الشأن المحلي للجماعة.
فرغم الصعوبات الإدارية والمالية التي تواجهها الجماعة، فإن المرحلة الحالية تحت قيادة مصطفى ضحوك تميزت بانفتاح واضح على المجتمع المدني، وبمحاولات لترسيخ ثقافة الحوار والمحاسبة.
لكن الرهان الأكبر سيبقى هو تحويل هذه المبادرات إلى إنجازات ملموسة ترفع من مؤشرات التنمية المحلية وتُخرج أولاد مبارك من دائرة التهميش إلى فضاء التنافس الإقليمي.