
في إطار الحملة الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة، تحت شعار “نغيروا النظرة ديالنا”، التي أطلقتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة نظمت المنسقية الجهوية لوكالة التنمية الاجتماعية لجهة كلميم وادنون بتعاون مع اللجنة الجهوية لحقوق الانسان لجهة كلميم وادنون والمديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع التواصل ومكتب التكوين المهني لكلميم يوم الخميس الخميس 19 يونيو 2025 ابتداء من الساعة الرابعة والنصف مساءا، بقاعة الغرفة الجهوية للفلاحة بكلميم مائدة مستديرة حول موضوع ” نحو إعلام ملتزم ومسؤول ينقل صورة عادلة ومحترمة عن الإعاقة”.
حضر الندوة السيد عبدالله بريك، المنسق الجهوي لوكالة التنمية الإجتماعية، السيد مصطفى جبري مصطفى، المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع التواصل بجهة كلميم، السيد حافظ محضار، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان و مدير مكتب قناة العيون بجهة كلميم وادنون، السيد أحمد بالإضافة إلى أطر وكالة التنمية الإجتماعية، ونخبة من الإعلاميين، والأكاديميين، وممثلي المجتمع المدني، والأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف مناقشة التحديات والفرص المتعلقة بكيفية تناول الإعلام لقضايا الإعاقة في المغرب.
افتتحت المائدة المستديرة بكلمة ترحيبية من السيد عبد الله بريك، المنسق الجهوي لوكالة التنمية الإجتماعية، شدد فيها على الأهمية القصوى لدور الإعلام في تشكيل الرأي العام وتغيير المفاهيم السائدة.
وأبرز السيد بريك، أن الصورة النمطية التي غالبا ما تقدم عن الأشخاص ذوي الإعاقة في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، لا تزال بحاجة إلى تصحيح جذري. فبدلا من التركيز على القدرات والإمكانيات، يتم أحيانا تصوير الإعاقة من منظور الشفقة، مما يبعد عن الواقع المعاش ويساهم في استمرار التمييز.
من جهته أكد السيد جبري مصطفى، المدير الجهوي للتواصل بجهة كلميم وادنون، أن هذه المشاركة، تندرج ضمن مقاربة تشاركية داعمة للقضايا الإنسانية والتنموية، كما ان هذه المبادرة، تأتي ضمن الحملة الوطنية “نغيروا النظرة ديالنا” لتعزيز الوعي بالإعاقة.
وشدد السيد جبري، على الدور المحوري للإعلام في تشكيل الوعي وتغيير التمثلات السائدة، داعية إلى خطاب إعلامي مسؤول يعكس قيم التضامن والمساواة. كماأبرز أهمية تصحيح الصور النمطية الخاطئة عن الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة على ضرورة إبراز قدراتهم وإسهاماتهم الحقيقية.
ودعى جبري الإعلاميين إلى تبني نهج مهني وأخلاقي، بالتركيز على قصص النجاح، التعريف بالحقوق، وتجنب التهويل، مع إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في العملية الإعلامية.
وأوضح السيد حافظ محضار، ممثل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان على أن قضية الإعاقة هي قضية حقوقية ويجب على الإعلام أن يتعامل معها من هذا المنطلق، بما يضمن الاحترام الكامل لكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة وحقوقهم الأساسية في المشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.
وأشار السيد محضار، على أن وسائل الإعلام، يجب أن تبني مقاربة حقوقية شاملة في تغطيتها، تركز على قدرات الأفراد وإسهاماتهم، وتفضح أشكال التمييز والعوائق التي يواجهونها، مع تسليط الضوء على ضرورة تفعيل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي سياق متصل، أكد الأستاذ أوس رشيد، عميد الإعلاميين بالجنوب ومدير الجريدة الأولى صحراء نيوز، على الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تغيير الصورة النمطية السلبية المرتبطة بالأشخاص في وضعية إعاقة. مضيفا أن الإعلام لا يجب أن يقتصر على تسليط الضوء على التحديات فحسب، بل يجب أن يكون شريكا فاعلا في إبراز القدرات والإمكانيات الكامنة لدى هذه الفئة.
كما أكد السيد أوس، على ضرورة مساهمة الإعلام بشكل فعال في تذليل العقبات التي تحول دون ولوج الأشخاص ذوي الإعاقة لسوق العمل، من خلال تسليط الضوء على قصص نجاحهم المهنية الملهمة، والتعريف بالمبادرات الرامية إلى إدماجهم في مختلف القطاعات، وتشجيع أرباب العمل على تبني ممارسات توظيف شاملة وداعمة. وبهذه الرؤية، يتحول الإعلام من مجرد ناقل للواقع إلى أداة قوية للتغيير الاجتماعي، تعزز الاندماج المهني وتصون كرامة الأشخاص في وضعية إعاقة.
بعد ذلك، شهد الحضور لحظةمؤثرة وملهمة مع الشابين محمد الوحام،وفيصل العرج، إطارين عاملين بالمديرية الجهوية للتواصل. حيث قدما سردا مؤثرا لقصتيهما، اللتين تجسدان قوة الإرادة البشرية في قهر الصعاب. فبالرغم من فقدانهما نعمة البصر، رفضا الاستسلام لليأس، ليثبتا أن الإعاقة ليست سوى حافزا لمزيد من التألق والنجاح.
فبعد رحلة مؤلمة مع الاكتئاب نتيجة فقدان البصر، صمما على تجاوز المحنة من خلال التحصيل العلمي، ليشكلا بذلك نموذجا يحتذى به في الإصرار والتحدي. وبالفعل، أضاءا دروبهما بالعلم والمعرفة، وحصلا على شهادات عليا لم تمنحهما فقط استعادة الثقة بالنفس، بل مكنتهما من الانخراط بفعالية في سوق العمل ضمن المديرية ذاتها.
قصة نجاحهما هي بمثابة شهادة حية على أن العزيمة والإصرار يمكنهما أن يفتحا الأبواب الموصدة ويصنعا الفارق، ليصبحا مصدر إلهام لكل من يواجه تحديات مماثلة.
خلال الجلسات النقاشية للمائدة المستديرة، تناول المشاركون تحديات رئيسية تواجه الإعلاميين في تغطية قضايا الإعاقة، منها نقص التكوين المتخصص لدى الصحفيين، والميل إلى التركيز على الجوانب السلبية بدلا من الإنجازات، وغياب التمثيل الكافي للأشخاص ذوي الإعاقة في صناعة المحتوى الإعلامي.
ولمواجهة هذه التحديات، قدمت مقترحات عملية تضمنت الدعوة إلى تنظيم برامج تدريبية متخصصة للصحفيين، وتعزيز الشراكات بين المؤسسات الإعلامية والجمعيات المعنية، والتركيز على قصص النجاح لتسليط الضوء على قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تشجيع توظيفهم في المجال الإعلامي لتقديم منظور أصيل.
واختتمت المائدة بتوصيات هامة شملت وضع ميثاق شرف إعلامي يوجه التغطية المهنية والأخلاقية، وإطلاق حملات توعية للجمهور، ودعم الأبحاث الأكاديمية حول صورة الإعاقة في الإعلام.