
مساكني غيزلان
في إطار دعم النسيج الاقتصادي المحلي، وتعزيز روح المبادرة، أطلقت جهة كلميم وادنون، يوم الخميس 26 يونيو 2025، برنامج “الإدماج عبر الأنشطة الاقتصادية” بمركز الإستقبال بكلميم. ويأتي هذا البرنامج كثمرة لشراكة بناءة بين مجلس الجهة، مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان.
حضر الإفتتاح السيد والي جهة كلميم وادنون، محمد الناجم أبهي، والسيدة مباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم وادنون، ورؤساء المصالح الخارجية، أطر مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومدراء الإدارات العمومية، منتخبون، رجال السلطة المحلية، بالإضافة إلى المستفيدين والمستفيدات.
ويهدف البرنامج بشكل أساسي، إلى تمكين الشباب اقتصاديا، من خلال تشجيع إنشاء المقاولات الصغيرة جدا ومواكبة رواد الأعمال، من مرحلة الفكرة الأولية، وصولا إلى التنفيذ العملي لمشاريعهم. ويتم ذلك عبر تقديم دعم مالي، وتقني مباشر للمستفيدين.
وقد شهدت الدفعة الأولى من البرنامج استفادة أكثر من 60 مشروعا متنوعا، تم اختيار هذه المشاريع بعناية فائقة، بناءا على دراسة معمقة لملفات المترشحين، وشملت قطاعات حيوية، مثل الإنتاج، الخدمات، الموسيقى.
تسلم المستفيدون معدات، وآلات مهنية تتناسب مع طبيعة مشاريعهم، مما سيسهم بشكل كبير في تسهيل انطلاقتهم المقاولاتية على أرض الواقع.
تنوعت فئات المستفيدين، لتشمل شبابا عاطلين عن العمل، ونساء حاملات لمشاريع، ذات طابع اجتماعي واقتصادي، بالإضافة إلى مبتكرين شباب، قدموا أفكارا واعدة، في مجالات متعددة، مما يعكس شمولية البرنامج، وقدرته على استهداف مختلف شرائح المجتمع.
وصرحت رئيسة جهة كلميم واد نون، السيدة مباركة بوعيدة، لماروك نيوز، أن الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين مجلس الجهة، وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية (ONZWA)، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، قد بدأت تؤتي ثمارها بشكل ملموس. هذه الاتفاقية الطموحة، التي يبلغ غلافها المالي الإجمالي 16 مليون درهم، تهدف إلى دعم وتمكين الشباب المقاول، في أقاليم الجهة الأربعة.
وأوضحت السيدة مباركة، أن التمويل المشترك يوزع كالتالي: 4 ملايين درهم من مجلس الجهة، 4 ملايين درهم من وكالة ONZWA، و3 ملايين درهم من مؤسسة محمد الخامس للتضامن. وقد شهد اليوم تفعيل الدفعة الأولى من هذه الاتفاقية، حيث تم اختيار 64 شابا وشابة من المقاولين والمقاولات الطموحين، من مختلف أقاليم كلميم واد نون. هؤلاء المستفيدون تلقوا دعما بقيمة 4 ملايين درهم لتمويل مشاريعهم.
وأكدت رئيسة الجهة، أن هذه التجربة تعد مهمة للغاية على مستوى الجهة، مستفيدين بشكل كبير، من الخبرة الطويلة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وبرنامجها المتميز للإدماج الاقتصادي. وأشادت بالتنوع الكبير في المشاريع التي يقدمها الشباب، والتي تغطي قطاعات مهمة، مثل (النجارة، الحدادة، التجميل، ورياضة “السورف” ) وغيرها.
وأشارت الرئيسة مباركة، إلى أن عملية مواكبة الشباب المستفيدين، كانت شاملة، حيث لم تقتصر على اختيار القطاعات، التي يعملون بها فحسب، بل امتدت لتشمل التكوين، والتمكين، واختيار الأدوات اللازمة، لتنفيذ مشاريعهم. واختتمت تصريحها متمنية التوفيق والنجاح، لجميع هؤلاء الشباب والشابات الطموحين، مؤكدة على التزام الجهة بدعمهم المستمر.
من جهته، صرح اسماعيل براير، أحد الستفيدين، بصراحة، هذه المبادرة غيرت حياتي. كشاب في مجال النجارة، كنت أحلم دائما بتطوير ورشتي وتوسيع عملي. الدعم الذي تلقيته، سواء كان ماديا أو من خلال التكوين والمواكبة، منحني الثقة والإمكانيات لتحقيق هذا الحلم. أشكر كل من ساهم في هذا المشروع، وأتطلع لتقديم الأفضل لجهتي.
إن إطلاق برنامج “الإدماج عبر الأنشطة الاقتصادية”، في جهة كلميم وادنون، يمثل نقطة تحول مفصلية نحو تحقيق تنمية اقتصادية، واجتماعية شاملة ومستدامة، إن هذا النهج المؤسساتي المتكامل، الذي يركز على تمكين الفرد، وتعزيز قدراته الإبداعية، والمقاولاتية، ينتظر أن يثمر نتائج إيجابية ملموسة، ويشكل تجربة مرجعية وطنية، قابلة للتعميم، مؤكدا على التزام الجهة، بخلق مستقبل اقتصادي واعد لأبنائها.