
مساكني غيزلان
إحتضنت مدينة آسا الزاك يوم السبت 06 شتنبر2025، فعاليات استثنائية، ضمن موسمها السنوي “ملكى الصالحين”، الذي رسخ قيم التلاحم الأصيل، والترابط العميق، بين أبناء الصحراء المغربية.
توافدت وفود القبائل الصحراوية، حاملة معها هدايا الإبل، كرمز للوفاء والعطاء، في تقليد عريق، أحيته زاوية آسا، ليؤكد على متانة الروابط الاجتماعية، والروحية. لم تكن هذه التظاهرة مجرد احتفال موسمي، بل محطة سنوية، لتجديد العهد على صيانة الموروث الثقافي، والديني.
وتزامنا مع هذه الأجواء الدينية، احتضنت آسا الزاك، النهائي الوطني لمسابقة حفظ القرآن الكريم، وتجويده، هذا الحدث الديني المميز، استقطب نخبة من المواهب الشابة، من مختلف أرجاء المملكة. حيث انطلقت فعاليات المسابقة صباح السبت، لتختتم في المساء، وسط أجواء روحانية، غمرتها السكينة والخشوع.
الحدث حضره عدد من المسؤولين، على رأسهم عامل إقليم آسا الزاك، يوسف خير، ورئيس المجلس الإقليمي، رشيد التامك، إلى جانب وفد رسمي من أعيان وشيوخ، من مختلف قبائل جهة كلميم وادنون، مما يؤكد على الدعم المؤسسي، لهذه المبادرات الهادفة، لتعزيز القيم الدينية، والوطنية.
وأبان المتنافسون، عن قدرات استثنائية، في الحفظ، وحسن التلاوة، أمام لجنة تحكيم متخصصة، وبرزت أسماء لامعة مثل بلال الكزيني من أكادير، ومحمد التازي من بركان، وعيسى كراع من القنيطرة، والزبير الغوزي من الدار البيضاء. وحظي المتسابق المحلي، عثمان عبسة، بدعم كبير من أبناء المنطقة.
وفي ختام المسابقة، تم الإعلان عن الفائزين، حيث توّج بلال الكزيني من أكادير بالمرتبة الأولى، وجائزة مالية قدرها 45 ألف درهم. وتلتها الجائزة الثانية بقيمة 25 ألف درهم، والثالثة بـ 15 ألف درهم.
تجسد هذه المسابقة، إحدى الركائز الأساسية، لموسم “ملكى الصالحين”، الساعي لغرس حب القرآن الكريم، في نفوس الناشئة، وترسيخ قيم الاعتدال، والوسطية، وصون الموروث الديني المغربي الأصيل، مؤكدة على مكانة القرآن، كمصدر إلهام، وقوة روحية للمجتمع.